كثيرة هي القصص التي نقرأها ولا ننساها ولا ننسى حتى المفردات التي استخدمت فيها وكأنها جزء منا ومن حياتنا وكأننا أحد ابطالها أو كتبت لأجلنا لنسميها فيما بعد أجمل ما قرأنا ، وكم قرأت أنا الجميل من رويات الكاتب والاديب الفلسطيني الكبير الشهيد غسان كنفاني عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فمن عائد الي حيفا الي رجال في الشمس الي من قتل ليلى حايك ابدع غسان واستخدم تعبيرات بتنا نستخدمها كحكم أو كمثل شعبي مثل " لماذا لم تطرق جدار الخزان " الكلمة التي أنهى فيها شهيدنا رواية رجال في الشمس الرواية المشهورة جداً فلسطينياً وعربياً ومع ذلك جمال كتابات غسان لم تقتصر على تلك الروايات فقط بل كتب اديبنا الكثير ترك أجملها بالنسبة لي ورحل قبل أن تكتمل يااه كم تمنيت أن يعثر أحدهم على تكلمتها لتكتمل ولكن مع كل اسف رحل شهيدنا وترك تحفة عاطفية وفنية وعلمية واجتماعية دون ان تكتمل .
الرواية عثرت عليها صدفة قبل 5 سنوات وقرأتها مرة وثانية وثالثة وأحببتها احببت مفرداتها ومن حبي لها قررت أن اكتبها على الكمبيوتر لأسطيع وضعها على الشبكة العنكبوتية ليقرأها أكبر عدد ممكن من القراء العرب وخصوصاً أنها غير متوفرة على الانترنت
وها أنا اهديكم ايها وأنا اتمنى من كل قلبي أن تكون بالنسبة لكم أجمل ما قرأتوا كما كانت بالنسبة لي أجمل ما قرأت وسأقتص منها جزءها الأول واضعها ليقرأه من يريد قبل أن يحمله في ملف الورد المرفق
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الرواية عثرت عليها صدفة قبل 5 سنوات وقرأتها مرة وثانية وثالثة وأحببتها احببت مفرداتها ومن حبي لها قررت أن اكتبها على الكمبيوتر لأسطيع وضعها على الشبكة العنكبوتية ليقرأها أكبر عدد ممكن من القراء العرب وخصوصاً أنها غير متوفرة على الانترنت
وها أنا اهديكم ايها وأنا اتمنى من كل قلبي أن تكون بالنسبة لكم أجمل ما قرأتوا كما كانت بالنسبة لي أجمل ما قرأت وسأقتص منها جزءها الأول واضعها ليقرأه من يريد قبل أن يحمله في ملف الورد المرفق
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الأعمى والأطرش رواية لم تكتمل
سيقال فيما بعد أن ما حدث كان مستحيلاً , أما الآن فالأبعدون يقولون إنها مغامرة , وأنا أقول إنها الولادة.
إن الحقائق الصغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة , والمسالة مسالة وقت ليس غير. كذلك تبدأ القصص وكذلك تنتهي . إن المعجزة ليست أكثر من الجنين الغريب الذي ينمو في رحم اليأس ثم يولد على غير توقع من أحد ليضحي جزءاً من الأشياء تبدو ثمة ناقصة دونه. وقد كنت اسمع دائما عن قبر الولي عبد العاطي وعن شجرته, ولكني لم اكترث قط . لقد حجت أمي حين كنت لا اعرف إلي أين تحملني وتمضي , إلي قبور كل الأولياء الصالحين , المزروعة في كل حي وعلى درب كل قرية , سكبوا هناك على عيني من الزيت والدعاء ما يذوب جبلاً من الصمت والعناد , ولكن شيئا لم يحدث , كان العمى وكان شيئا مكتوبا علية منذ البدء , والي النهاية. ومضت الآن سنوات لا حصر لها على تلك الأيام حين كانت تضعني أمي على كتفها وتمضي ماشية وكأنها تغوص في بحر لا قرار له وكنت أحس المسافة على جبهتها حين تنزلق إليها كفى فألمس فوقها طوفاناً من تفصد العرق التعيس , ولكننا كنا نعود دائما من قبور الأولياء الصالحين كما كنا نذهب تضيء أمي طريقنا بعينيها الباكيتين الراجيتين ,وأتعرف أنا مسافة الرحلة من العرق المتفصد على جبهتها ...
ولقد يئست . أقول لك يا حمدان أنني يئست . لو كنت جذع شجرة زيتون لتعبت , عصرت على عيني كل أعشاب الأرض , وتركت أكف الآلاف من الأتقياء والدجالين تمر فوقها فلا تزحزح راقة واحدة من راقات العتم الأبدي الذي كان يوصد بين جفني بوابات ليل ضار , لا نهاية له , وذات يوم اكتشفت العبث كما تكتشف أنت المبصر شروق الشمس .
أنت تعرف تلك اللحظات العجيبة التي تساوي العمر كله. كانت لحظة من ذلك الطراز الذي لا يقهر والتي تجيء وهي عازمة على عدم الارتداد . ومذ ذاك وأنا جالس , كما تراني , أرشو الظلام بالصوت , وأنسى . أنت يا حمدان ما زلت صغيراً , تتصور القدر ضربة صدفة لا تزحزحه إلا ضربة صدفة أخرى , وبعد أن مضى كل هذا العمر تقول لي أن أمضي إلي قبر عبد العاطي , حيث قام الكسحاء يركضون , والخرس ينطقون و العواقر يلدن ؟! أتريد أن اركب تلك الأرجوحة مرة أخرى في عمر واحد يا حمدان؟ أتريدني مرة أخرى أسير ذلك الأمل التافه المروع ؟
قبر الولي وشجرته ! واليوم تقول أنهم رأوا رأسه الوقور يتجه بالدعاء الصامت إلي السماء , معلقاً بين فرعي الشجرة .
تقول أنه يبدو وكأنه نما هناك كما ينمو الثمر, وانه يكاد يخاطب الناس . لقد سمعت هذه القصة في مكان آخر, .وذات يوم ذهبت ,إلي هناك . لا , ليس مرة أخرى يا حمدان , ليس مرة أخرى , إن العمر الواحد لا يتسع لإكذوبيتن كبيرتين .
ولابد أن حمدان ابتسم , فأنا أحس ذلك بصورة غريبة اعتدتها منذ زمن لا ترقى له ذاكرتي , أكان يعرف أنني سأذهب ؟ أكان يعرف عمق تلك اللعبة الهائلة التي نسميها الأمل المهيض الجناح ؟ سمعت خطواته تمضي بعيداً عني عند بوابة بيت النار , ليخبز دفعة جديدة من الخبز, ولكن مهما كان يحسب , فأنني اعرف أن الحقائق صغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة وأن القصص تبدأ هكذا وهكذا تنتهي .
لقد قذفتني أقدار تعمل من وراء ظهورنا إلي هذا المكان وأنا أتساءل بين الفنية والأخرى عما يستطع الأعمى أن يفعل غير أن يبيع خبزاً ؟ إن الرغيف وحده هو الشيء الوحيد الذي يمكن تماما أن يرى بالأصابع. مثلما يرى بالعين وحين يصل الأمر إلي الرغيف فإن أحدا لا يستطيع أن يخطئ حتى الرجل الضرير الذي ولد , لسبب ما , دون بصر.
لتحميل الرواية اضغط هنا
سيقال فيما بعد أن ما حدث كان مستحيلاً , أما الآن فالأبعدون يقولون إنها مغامرة , وأنا أقول إنها الولادة.
إن الحقائق الصغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة , والمسالة مسالة وقت ليس غير. كذلك تبدأ القصص وكذلك تنتهي . إن المعجزة ليست أكثر من الجنين الغريب الذي ينمو في رحم اليأس ثم يولد على غير توقع من أحد ليضحي جزءاً من الأشياء تبدو ثمة ناقصة دونه. وقد كنت اسمع دائما عن قبر الولي عبد العاطي وعن شجرته, ولكني لم اكترث قط . لقد حجت أمي حين كنت لا اعرف إلي أين تحملني وتمضي , إلي قبور كل الأولياء الصالحين , المزروعة في كل حي وعلى درب كل قرية , سكبوا هناك على عيني من الزيت والدعاء ما يذوب جبلاً من الصمت والعناد , ولكن شيئا لم يحدث , كان العمى وكان شيئا مكتوبا علية منذ البدء , والي النهاية. ومضت الآن سنوات لا حصر لها على تلك الأيام حين كانت تضعني أمي على كتفها وتمضي ماشية وكأنها تغوص في بحر لا قرار له وكنت أحس المسافة على جبهتها حين تنزلق إليها كفى فألمس فوقها طوفاناً من تفصد العرق التعيس , ولكننا كنا نعود دائما من قبور الأولياء الصالحين كما كنا نذهب تضيء أمي طريقنا بعينيها الباكيتين الراجيتين ,وأتعرف أنا مسافة الرحلة من العرق المتفصد على جبهتها ...
ولقد يئست . أقول لك يا حمدان أنني يئست . لو كنت جذع شجرة زيتون لتعبت , عصرت على عيني كل أعشاب الأرض , وتركت أكف الآلاف من الأتقياء والدجالين تمر فوقها فلا تزحزح راقة واحدة من راقات العتم الأبدي الذي كان يوصد بين جفني بوابات ليل ضار , لا نهاية له , وذات يوم اكتشفت العبث كما تكتشف أنت المبصر شروق الشمس .
أنت تعرف تلك اللحظات العجيبة التي تساوي العمر كله. كانت لحظة من ذلك الطراز الذي لا يقهر والتي تجيء وهي عازمة على عدم الارتداد . ومذ ذاك وأنا جالس , كما تراني , أرشو الظلام بالصوت , وأنسى . أنت يا حمدان ما زلت صغيراً , تتصور القدر ضربة صدفة لا تزحزحه إلا ضربة صدفة أخرى , وبعد أن مضى كل هذا العمر تقول لي أن أمضي إلي قبر عبد العاطي , حيث قام الكسحاء يركضون , والخرس ينطقون و العواقر يلدن ؟! أتريد أن اركب تلك الأرجوحة مرة أخرى في عمر واحد يا حمدان؟ أتريدني مرة أخرى أسير ذلك الأمل التافه المروع ؟
قبر الولي وشجرته ! واليوم تقول أنهم رأوا رأسه الوقور يتجه بالدعاء الصامت إلي السماء , معلقاً بين فرعي الشجرة .
تقول أنه يبدو وكأنه نما هناك كما ينمو الثمر, وانه يكاد يخاطب الناس . لقد سمعت هذه القصة في مكان آخر, .وذات يوم ذهبت ,إلي هناك . لا , ليس مرة أخرى يا حمدان , ليس مرة أخرى , إن العمر الواحد لا يتسع لإكذوبيتن كبيرتين .
ولابد أن حمدان ابتسم , فأنا أحس ذلك بصورة غريبة اعتدتها منذ زمن لا ترقى له ذاكرتي , أكان يعرف أنني سأذهب ؟ أكان يعرف عمق تلك اللعبة الهائلة التي نسميها الأمل المهيض الجناح ؟ سمعت خطواته تمضي بعيداً عني عند بوابة بيت النار , ليخبز دفعة جديدة من الخبز, ولكن مهما كان يحسب , فأنني اعرف أن الحقائق صغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة وأن القصص تبدأ هكذا وهكذا تنتهي .
لقد قذفتني أقدار تعمل من وراء ظهورنا إلي هذا المكان وأنا أتساءل بين الفنية والأخرى عما يستطع الأعمى أن يفعل غير أن يبيع خبزاً ؟ إن الرغيف وحده هو الشيء الوحيد الذي يمكن تماما أن يرى بالأصابع. مثلما يرى بالعين وحين يصل الأمر إلي الرغيف فإن أحدا لا يستطيع أن يخطئ حتى الرجل الضرير الذي ولد , لسبب ما , دون بصر.
لتحميل الرواية اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق