عندما كنا اطفال ، وكنا نضطر الي الكذب بعفوية وطفولية احياناً ويكتشف ذلك من أمهاتنا أو أباءنا أو معلمينا كانوا على الفور يوبخونا ويهددونا بعذاب الله في النار قائلين لنا الجملة الشهيرة " الي بيكذب الله بحطه بالنار " هذه الجملة الشهيرة تعبر عن الثقافة الاسلامية لمجتمعنا الفلسطيني أوحتى عن الثقافة المتدينة اذ قد تقال الجملة ذاتها للطفل المسيحي من قبل ابوه أو من قبل معلمه في المدرسة ، فالكذب في المجتمعات المتدينة سيقابل بعقاب من الله و اسلاميا ً يعتبر الكذب كبيرة من الكبائر وقد نهى الله عنه ورسوله محمد (ص )
وحتي في المجتمعات غير المتدينة قرأنا كثير من القصص التي تنهي الاطفال عن الكذب لانه قد يستبب في مشاكل جما وقد يعتاد الناس على كذب شخص ما فلا يصدقوه حين يكون صادقاً
فقد يقول أن حريقاً يشتعل في مبني ما ويكون صادقاً ونتيجة لاعتياد الناس على كذبه لا يصدقوه مما يسبب كارثة .
اذا الكذب في كل المجتمعات على اختلاف ثقافتها يعتبر عمل قبيح أو عادة قبيحة يقوم بها المراهقين أو كبار السن النصابين .
وفي المجتمعات المتدينة اسلامياً اكثر الناس نهياً لناس عن الكذب هم الشيوخ، ونتيجة لذلك اعتاد الناس أن يثقوا بالشيوخ اكثر من غيرهم اذ من غير المعقول ان يكذب أكثر شخص ينهى عن الكذب ولذا إن كذب الشيخ فهو ليس كغيره وغلطته كما يقولون بألف .
فكيف اذا كذب الشيخ (المجاهد) كما يسمي أبناء حماس قادتهم ؟ فهل يوجد أقبح من ذلك ؟.
بالامس نقلت هنا في مدونتي خبراً دون ان اعلق عليه بكلمة واحدة على غير عادتي اللهم الا العنوان اذ كتبته بحسب ما شعرت عندما قرأت الخبر فالخبر غني عن اي تعليق وكان فحواه
أن منظمات حقوق الانسان الفلسطينية مجتمعة اصدرت بيان ادانت فيه سلوكيات حماس في السيطرة على مجمع المحاكم في قطاع غزة وتجاوزها للقانون وحلها لمجلس القضاء الأعلى والكثير من التجاوزات القانونية يمكن قراءته بالضغط هنا وقد كنت اتوقع أن لا تعلق حركة حماس على البيان وعلى المؤتمر الصحفي الذي عقدته منظمات حقوق الانسان لأنني بصراحة لا اجد عند حماس حجج أو مبررات تبرر بها ما فعلت ولم اتخيل أن ناطقي حماس الاعلاميين سيحرفوا بعض الكلمات الواردة في البيان وأن يضيفوا عليه بعض العبارات كذباً وتلفيقاً رغم وضوحه ، وقد تفاجئت نعم تفاجئت عندما قرأت اليوم رد الشيخ المجاهد سامي ابو زهري اليوم على منظمات حقوق الانسان الذي يمكن قراءته بالضغط هنا اذ كذب شيخنا المجاهد حين قال أن منظمات حقوق الانسان دعت من خلال بيانها لعصيان مدني وانها خرجت عن حياديتها التي أنتم أول من أشاد بها حين تلقفت وسائل اعلامكم كلمة للدكتور راجي الصوراني مدير مركز الميزان لحقوق الانسان عن الأمن والأمان وكذب شيخنا الجليل حين قال أن البيان فيه دعوة للاضراب الذي يعتبر ايضاً حق من حقوق الانسان وما في البيان سوى دعم منظمات حقوق الانسان لتعليق للعمل قائم اصلاً وليس دعوة للاضراب وشتان بين معنى دعم تعليق العمل القائم وبين الدعوة للاضراب ثم كيف تتعامل منظمات حقوق الانسان مع التجاوزات القانونية التي تقوم بها حركة حماس في غزة يا سيد سامي ابو زهري اذ انك اعتبرت بيان الادانة دعوة لعصيان مدني ودعوة لاضراب هل تريد منها أن توافق على تلك التجاوزات أو ان تسكت لتصبح حيادية ومهنية .
ثم إن اسألتك التي طرحتها على منظمات حقوق الانسان ليس من شانها الاجابة عليها وقد اصدرت هذه المؤسسات اكثر من مرة مناشدة وادانة لتعطيل العمل في المحاكم في غزة وكان الأولى أن تجيب أنت وحركة حماس عليها بخطوات ضمن القانون لا بخطوات تتجاوز فيها القانون و اسقلال القضاء ولا ان توجهها لمنظمات حقوق الانسان فاقدة الصلاحية في الاجابة عليها ، ولا تنسى يا استاذ سامي ابو زهري أن تعطيل المحاكم ناتج عن الوضع غير القانوني لقطاع غزة وحكومتها بعد الانقلاب العسكري وكان الأحرى لكم أن تفكروا بكل تلك المشاكل التي أوقعتونا بها كمواطنين نعيش في غزة قبل اقدامكم على خطوة الانقلاب.
واخيراً اقول لك يا أخ سامي ابو زهري لا تكذب الي " بيكذب الله بيحطه بالنار " .
عندك حق. حماس تتصل عبر أحمد يوسف مستشار هنية بأطراف أوروبية وإسرائيلية.. لكنني كنت أتكلم عن أمريكا وإسرائيل اللتين لا ترغبان حتى في تنازلات عباس
ردحذف