الأحد، 30 ديسمبر 2007

حجاج حماس و حملة اعتقال أبناء فتح حديث الساعة في غزة اليوم

غزة لا تجيد الحديث الا بالسياسة التي لا تجيدها اصلاً  ، فلا تخلو جلسة او  زيارة عائلية أو مكان عمل   في غزة من  الاحاديث السياسية أحياناً  المتشنجة وأحياناً  البناءة ولكن اغلبها   تتخذ طابع الاتجاه المعاكس الذي تعرضه  قناة الجزيرة الفضائية ولكن بمزيد من العصبية والتشنجات تصل في بعض الاحيان الي حد التشابك بالايدي  .  


هكذا غزة اليوم وكل يوم . صحيح ان هذا الامر غير طبيعي  وغير معقول ولا مقبول أن يكون الحوار بين افراد الشعب الواحد عبارة عن مزايدات وتراشق اتهامات وضرب بالايدي في الوضع الطبيعي ، ولكننا اصلاً نعيش وضعاً  غير طبيعياً   ولهذا تعودنا على ذلك  واصبح بالنسبة لنا  هذا هو الطبيعي اما الحوار الهادئ البناء  فهو الامر الغريب  الغير طبيعي  الذي يثير دهشة المستمعين او المستمتعين بالطوشة التي تسمى  زوراً  حوار والتي نتيجتها بالطبع انقسام يزيد الانقسام  وتوسيع للشرخ الاجتماعي القائم. 


حديث الساعة في غزة اليوم يتركز في نقطتين  الأولى منها  مسألة حجاج  قطاع غزة الذين غادروا القطاع عبر معبر رفح والذين أسميتهم أنا حجاج حماس   لسببين الأول  أن أغلبهم  من المنتمين  لحماس وبعض قاداتها ونوابها في المجلس التشريعي   ، والثاني انهم غادروا القطاع الي الديار المقدسة  عبر وزارة أوقاف  حكومة حماس المقالة في قطاع غزة . 


في الحوار الذي استمعت اليه اليوم او الذي استمتعت به اليوم  على وجه الدقة  حول هذه النقطة بدأها أحد المنتمين الي حركة حماس اذ نقل ما يذيعه تلفزيون الاقصى  التابع لحماس وقال حرفياً   أن أبو مازن الرئيس الفلسطيني الحالي  طلب من بوش الضغط على مصر  لكي لا تدخل حجاج حماس عبر معبر رفح بل تشترط عليهم التعهد بمغادة مصر عبر معبر كرم ابو سالم الذي تسيطر عليه اسرائيل  . 


اثارت هذه  الخرافة في وجهة نظري  استهجان  واستغراب واستخفاف أحد الفتحاويين الجالسين في مكان عملي   حيث كان الحوار   ، فقال له  ما هذه الخرافات أتريد ان تقول أن امريكا واسرائيل  ومصر تأتمر بأمر أبو مازن   اذ يطلب منهم ما يطب فينفذوا ؟ّ!


 فقال الحمساوي له نعم هو طلب منهم ان يمنعوا  عودة الحجاج   عن طريق معبر رفح  


فثارت ثورة الفتحاوي الذي رد عليه  أحترنا يا قرعة  من وين انبوسك  مرة بتقولوا  ابو مازن بيعمل ضمن تعليمات امريكية ومرة أمريكا بتعمل  ضمن تعليمات عباسية وكأن عباس   رئيس  اضعف سلطة  بالعالم  هو  من يقرر  بالنيابة عن مصر  وعن اسرائيل وعن امريكا وما عليهم هم سوى الطاعة . 


شخصياً  أقنعني الفتحاوي اكثر لمنطقية طرحه ، فلا يعقل أن تكون امريكا  تأتمر بأمر أبو مازن  ولا يعقل ايضاً أن تضع مصر  نفسها في هذا الموقف المحرج شعبياً  من أجل كرمال عيون ابو مازن  الذي بحسب هواجس حماس  يعمل في الخفاء بينما  مصر هي التي في الصورة  ، وقلت ساعتها للحمساوي صحيح أنتم يا حمساويين  خطابكم غريب وغير منطقي بل مركب  على قاعدة أن فتح وزعمائها مجموعة من الخونة  والعملاء الي ان يثبت العكس  وهذا امر  غير طبيعي   ، ومن غير الطبيعي  ان يقول مشعل مثلاً  ان مؤتمر أنابوليس مقدمة لضرب ايران  فما علاقة هذا بذاك  ومالنا  ومال ايران  نحن الفلسطينين   وكأن مشعل  يهتم بالشأن الايراني أكثر من شأن شعبه ووطنه  ، كما  من غير المقبول منطقياًَ ان يقول المتحدثون بأسم حماس ان الاغتيالات الاسرائلية الاخيرة  احدى  نتائج مؤتمر أنابوليس  لأنها على الأقل ليست الأولى واسرائيل حين تقرر  اغتيال أي كان ليست بحاجة الي مؤتمرات   وجلسات وتفاهمات ،  وكذلك حديث حركة حماس عن  مؤتمر باريس الاقتصادي الذي اعتبرته  حماس حرباً  عليها لأن اوربا  قررت دعم السلطة الفلسطينية بالمال  متناسياً  هم  أنهم  طالبوا اروبا علناً  من قبل دعم السلطة الفلسطينية حين كانوا  في رئاسة  حكومتها  عندما صرخ السيد خالد مشعل في اعلى صوته في خطاب شعبي في دمشق معاتباً  أوربا وقائلاً  عيب يا اوربا   عيب يا اوربا الحضارة   اوربا   ما بدري شو ان تقطعوا المعوناات عن السلطة الفلسطينية لفوز حماس في الانتخابات والذي ردت  عليه أوربا  قائلة اقبل بالشروط والتعهدات التي كانت من قبل وسندفع نحن لشعبك المال  .


أليس في هذا كله يا الحمساويين تضليل لرأي العام   واستخفاف به ؟


أما   النقطة  الأخرى  من حديث الساعة كان يتركز اليوم  على  حملة الاعتقالات التي تشنها  حركة حماس في قطاع غزة  ضد  عناصر وكوادر حركة فتح 


الناس يتحدثون  عن محاولة منع حماس  من احياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية بأي طريقة فحملة الاعتقالات والتي  طالت حوالي  500 عنصر وكادر من حركة فتح  تستهدف  منع الاحتفال بالانطلاقة الفتحاوية بأي شكل من الاشكال  وخصوصاً  بعدما  عرفت حركة حماس ان  حركة فتح الغت مهرجاناً  كان مقرراً  لها  لاحياء الذكري  بسبب اصرار حماس على منعه بالقوة  وصوناً  للدماء التي قد تسيل  نتيجة لذلك  وقالت ان احتفالتها ستقتصر  على اطلاق  البالونات في الهواء   واشعال شعلة على كل بيت  ورفع رايات حركة فتح  على اسطح المنازل   الذي اثار حفيظة الحمساويين فشنوا  حملتهم ضد الناشطين بحركة فتح  بينهم  60 طالب  من جامعة الازهر بغزة  لمنع تلك المظاهر التي لا اراها  تسبب أذى لحماس سوى  الحرج الاعلامي  بسبب الحجم الذي قد يظهر فيه  المحتفلون  وخصوصاً  ان الشارع الغزي يبدو أنه انقلب  ضد حماس  مع انقلاب حماس ضد الرئيس عباس . 


عن حملة الاعتقال التي شنتها حركة  حماس  حدثني صديق لي وهو  من المقربين لحماس بل كان حمساوياً  ولكنه انقلب قليلاً  عنهم   بعدما قتل  الحمساويين عمه الظابط في الامن الوطني  في احداث الانقلاب ،  وقال لي أن احد اقرباءه معتقل عند حماس منذ أكثر من 15 يوم  وأنه يجري اتصالات مع الحمساويين   الذين   يعرفهم  لاطلاق سراحه فسأل أحدهم   كيف يمكنني زيارته والعمل على اطلاق سراحه  فقال  له صديقه الحمساوي ما تهمته  فرد العمل الجماهيري التابع لحركة فتح  فقال له الحمساوي  لو كان عميل لو  كان لص  مزور زاني ايش ما يكون يكون   لاستطعت ان  أؤمن لك زيارة له   ولكن طالما ان تهمته العمل الجماهيري  فأنا لا علاقة  لي  بقدرش ، هكذا اشخاص  يبقوا في المعتقلات مدة طويلة  تتجاوز الشهرين  ويمكن الافراج عنهم ولكن بعد اطلاق النار على اقدامه ورميه في الشارع  فاستشاط غضباًَ  صديقي  وبدى غضبه واضحا ًوهو يعيد  تفاصيل الكلام عليّ   حينها قلت له  أنا ما هو شعورك عندما تسمع هنية أو  الزهار أو صيام  او أي حمساوي كائن كان  وهو يقول أنهم يرفضون الاعتقال السياسي  وأن سجونهم خالية بالمعتقلين السياسين   وأنهم لا يسعون لاقامة نظام بوليسي 


فقال لي أستحقرهم   .            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق