في عام 1995 ومع إنشاء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة تطبيقاً لاتفاق اوسلو شرعت السلطة الفلسطينية بانشاء اشهر كازينو في الشرق الأوسط ، ويقال أنه أكبر كازينو في الشرق الأوسط لا ينافسه كازينو الا كازينوهات تركيا أقيم المشروع بحسب المصادر الرسمية للسلطة الفلسطينية بإتفاق شراكة بين بعض رجال الأعمال الاسرائيلين والسلطة الفلسطينية ، يقول المسؤولون الفلسطينيون في صدده أنه مشروع اقتصادي يهدف الي انعاش الاقتصاد الفلسطيني وأنه في الاساس غير موجه للجمهور والشعب الفلسطيني بل للجمهور الاسرائيلي اذ يحظر دخوله من قبل الفلسطينين , وبغض النظر عن هذه المبررات التي حاول أن يسوقها رجال السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت الا أنه واجه كثير من الانتقادات ، بل أنه أعتبر فضيحة من فضائح السلطة الفلسطينية وكثيراً ما عاب بعض قادة حماس رجالات السلطة الفلسطينية لانشائهم هذا الكازينو وتركزت انتقاداتهم بالقول كان الأجدر بالسلطة الفلسطينية ان تفتح مصانع ومشاريع انتاجية تستوعب العدد الهائل من العمالة الفلسطينية بدلاً من افتتاح كازينو للقمار أو ينتقدوه متاسائلين هل اتممنا احتياجاتنا من المدارس والمستشفيات والمساجد وحتى النوادي الرياضية لافتتاح كازينو للقمار أو يقولون هذا الكازينو لنشر الرذيلة رغم أن الكازينو المقام على اراضي فلسطينينة وبأموال فلسطينية يحظر على الفلسطينين الدخول اليه سمعنا الكثير والكثير عن الكازينو كلام الي حد يصل الي الفضيحة وانتقادات لاذعة وحتى معايرة أو سخرية من القيادات الفلسطينية لافتتاحها هذا الكازينو الذي عمل ما يقارب الخمس سنوات الي أن تم اغلاقه مع اندلاع أنتفاضة الأقصى في 28/9/2000 الي اليوم.
فما الذي تغير لتتغيري يا حماس ويعلن أحد قادتك والمسؤول عن جهازك الاعلامي فتحي حماد قبل عشرة أيام أن حركته تخطط لانشاء مدينة اعلامية في قطاع غزة ، فهل تختلف المدينة الاعلامية التي تطمح حماس الي انشاءها في قطاع غزة عن كازينو اريحا من حيث أن هناك اولويات أخرى ومن حيث تفضيل المشاريع ( الترفيهية ) على حساب المشاريع الانتاجية التي تستوعب الكم الهائل من العمال العاطلين عن العمل منذ الانتفاضة الأولى؟
يقول فتحي حماد وهو أحد المخططين للمشروع الموافقة عليه حركته أن مشروع المدينة الاعلامية سيقام على اراضي مستوطنة جاني طال المحررة وأنه سيضم مدينة ملاهي واستديوهات للتصوير السينمائي ومركزا ً للصحافة الدولية وقد يضم لاحقاً حديقة حيوان ونماذج لقرى فلسطينية ومستوطنات اسرائيلية للتصوير السينمائي كما يقول فتحي حماد أن مدينته ترحب بالمخرجين الاجانب شريطة أن لا تتضمن افلامهم "قبل".
وبغض النظر عن الأهداف الايجابية التي تطرحها حركة حماس للمشروع أرى انه لا يختلف كثيراً عن كازينو اريحا الذي اقامته السلطة الفلسطينية من حيث ان المشروع ترفيهي وقد لا يستوعب عدداً كبيراً من العمال الفلسطينين العاطلين عن العمل ، وأن المشروع لن يقدم للسوق الفلسطينية أي سلعة انتاجية تساهم في استقلال الاقتصاد الفلسطيني المعتمد كلياً على اسرائيل عوضاً على أن المشروع يحتاج الي بيئة فيها استقرار وبيئتنا الفلسطينية معروفة بعدم الاستقرار نتيجة للعدوان الاسرائيلي المستمر عليها , وكيف ستضمن حركة حماس عدم تدمير هذا المشروع الاعلامي من قبل الطائرات الاسرائيلية التي تدمر البشر قبل الشجر والحجر ولو أخذنا في عين الاعتبار استراتيجية حركة حماس وهي المقاومة المسلحة بحسب ما تقول الحركة فمن باب اولى أن تسعى الحركة لتطوير قدرات المقاومة بدلاً من اقامة مثل هكذا مشاريع ترفيهية وحتى ايديولوجياً بالنسبة لحركة حماس ما هو الأولى تجهيز ( الجيوش ) لمقاومة المحتل ام انشاء مشاريع اعلامية الا اذا كان لديكم مخطط مهادنة مع الاحتلال من جديد كما سبق وكان قبل انتفاضة 87.
فيا قادة حماس لا نريد منكم مشاريع إعلام ولا مدن أنتاج اعلام ولا نريد كازينو اريحا جديد في غزة نريد منكم أن تهتموا بالانسان تهتموا بالعمال بدلاً من اهدار المال في مشاريع ليس هذا أوانها فمازالت تنقصنا المستشفيات والمدارس والمصانع ولا تنسوا أننا مازلنا قابعين تحت الاحتلال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق