الاثنين، 31 ديسمبر 2007

من أرشيف إنتفاضة الحجر (2)

كما رأينا في الجزء الأول من الأرشيف  تميز الاسبوع الأول من الانتفاضة الفلسطينية  التي  اشتهرت بإسم انتفاضة الحجر  بسقوط 17 شهيداً  بالضفة الغربية وقطاع غزة كان أولهم الشهيد حاتم السيسي من مخيم جباليا   حيث كانت شرارة الانتفاضة الفلسطينية التي انتقلت الي  كل اجزاء الاراضي المحتلة  عا م 1967  بما فيها القدس.


تميز الجزء الثاني   من الانتفاضة بسقوط مزيداً  من الشهداء  وبحملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال   في حق المواطنين الفلسطينين  والتي وقدرت بحوالي 800 معتقل خلال اسبوع  وإليكم تفصيل  أحداث الاسبوع الثاني  كما نقلته جريدة القدس الفلسطينية قبل عشرين عاماً.


 اليوم  الأربعاء 23/12/2007


استمر في هذا اليوم سقوط الشهداء حيث سقط ثلاث منهم  أحدهم من مخيم جباليا شمال قطاع غزة وإثنين من مدينة جنين شمال الضفة الغربية وبطبيعة الحال استمرت المواجهات  مع جيش الاحتلال برشقهم بالحجارة من طرفنا   واطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع  والاعتقالات من طرفهم  كما شهد هذا اليوم بدأ  نوع من التحرك الدولي  فاستنكرت مصر  الاعتداءات الاسرائيلية  وحملت  اسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع  كما  تم تأجيل  جلسة لمجلس الأمن بشأن الأرض المحتلة  .  


   


 شهد هذا  اليوم ايضاً  ردود فعل دولية عديدة على المماراسات الاسرائيلية


فوصفت الخارجية البريطانية الوضع بالمأساوي وطالبت اسرائيل بالتعامل بطريقة انسانية مع الفلسطينين


 


وحملت جمهورية مصر العربية اسرائيل مسؤولية الأحداث المتدهورة 


 


 كما أعلن متحدث باسم البيت الادارة الامريكية أن الرئيس ريغان لانهاء الاحداث اي الانتفاضة 


 


فيما أجل مجلس الامن جلسة لتصويت على قرار يتعلق بالأوضاع في الأراضي المحتلة


 


الخميس / 24/12/1987


استمرار حملات الاعتقال بالتزامن مع احتفال الطوائف المسيحية الغربية باحياء عيد الميلاد المجيد


 


ومصر تعلن استدعاء سفيرها في اسرائيل


 


الجمعة 25/12/1987


تميز الجمعة باستمرار حملة الاعتقالات 


 


 


فيما استمرت المواجهات وتم إلقاء زجاجتين حارقتين على سيارة للجيش الاسرائيلي في خان يونس



 وحذرت الادارة المدنية الفلسطينين من التظاهر عقب صلاة الجمعة


 


السبت 26/12/1987


استمرار حملة الاعتقالات وتزايد عدد المعتقلين الي أكثر من 800 معتقل


 


 

الأحد، 30 ديسمبر 2007

حجاج حماس و حملة اعتقال أبناء فتح حديث الساعة في غزة اليوم

غزة لا تجيد الحديث الا بالسياسة التي لا تجيدها اصلاً  ، فلا تخلو جلسة او  زيارة عائلية أو مكان عمل   في غزة من  الاحاديث السياسية أحياناً  المتشنجة وأحياناً  البناءة ولكن اغلبها   تتخذ طابع الاتجاه المعاكس الذي تعرضه  قناة الجزيرة الفضائية ولكن بمزيد من العصبية والتشنجات تصل في بعض الاحيان الي حد التشابك بالايدي  .  


هكذا غزة اليوم وكل يوم . صحيح ان هذا الامر غير طبيعي  وغير معقول ولا مقبول أن يكون الحوار بين افراد الشعب الواحد عبارة عن مزايدات وتراشق اتهامات وضرب بالايدي في الوضع الطبيعي ، ولكننا اصلاً نعيش وضعاً  غير طبيعياً   ولهذا تعودنا على ذلك  واصبح بالنسبة لنا  هذا هو الطبيعي اما الحوار الهادئ البناء  فهو الامر الغريب  الغير طبيعي  الذي يثير دهشة المستمعين او المستمتعين بالطوشة التي تسمى  زوراً  حوار والتي نتيجتها بالطبع انقسام يزيد الانقسام  وتوسيع للشرخ الاجتماعي القائم. 


حديث الساعة في غزة اليوم يتركز في نقطتين  الأولى منها  مسألة حجاج  قطاع غزة الذين غادروا القطاع عبر معبر رفح والذين أسميتهم أنا حجاج حماس   لسببين الأول  أن أغلبهم  من المنتمين  لحماس وبعض قاداتها ونوابها في المجلس التشريعي   ، والثاني انهم غادروا القطاع الي الديار المقدسة  عبر وزارة أوقاف  حكومة حماس المقالة في قطاع غزة . 


في الحوار الذي استمعت اليه اليوم او الذي استمتعت به اليوم  على وجه الدقة  حول هذه النقطة بدأها أحد المنتمين الي حركة حماس اذ نقل ما يذيعه تلفزيون الاقصى  التابع لحماس وقال حرفياً   أن أبو مازن الرئيس الفلسطيني الحالي  طلب من بوش الضغط على مصر  لكي لا تدخل حجاج حماس عبر معبر رفح بل تشترط عليهم التعهد بمغادة مصر عبر معبر كرم ابو سالم الذي تسيطر عليه اسرائيل  . 


اثارت هذه  الخرافة في وجهة نظري  استهجان  واستغراب واستخفاف أحد الفتحاويين الجالسين في مكان عملي   حيث كان الحوار   ، فقال له  ما هذه الخرافات أتريد ان تقول أن امريكا واسرائيل  ومصر تأتمر بأمر أبو مازن   اذ يطلب منهم ما يطب فينفذوا ؟ّ!


 فقال الحمساوي له نعم هو طلب منهم ان يمنعوا  عودة الحجاج   عن طريق معبر رفح  


فثارت ثورة الفتحاوي الذي رد عليه  أحترنا يا قرعة  من وين انبوسك  مرة بتقولوا  ابو مازن بيعمل ضمن تعليمات امريكية ومرة أمريكا بتعمل  ضمن تعليمات عباسية وكأن عباس   رئيس  اضعف سلطة  بالعالم  هو  من يقرر  بالنيابة عن مصر  وعن اسرائيل وعن امريكا وما عليهم هم سوى الطاعة . 


شخصياً  أقنعني الفتحاوي اكثر لمنطقية طرحه ، فلا يعقل أن تكون امريكا  تأتمر بأمر أبو مازن  ولا يعقل ايضاً أن تضع مصر  نفسها في هذا الموقف المحرج شعبياً  من أجل كرمال عيون ابو مازن  الذي بحسب هواجس حماس  يعمل في الخفاء بينما  مصر هي التي في الصورة  ، وقلت ساعتها للحمساوي صحيح أنتم يا حمساويين  خطابكم غريب وغير منطقي بل مركب  على قاعدة أن فتح وزعمائها مجموعة من الخونة  والعملاء الي ان يثبت العكس  وهذا امر  غير طبيعي   ، ومن غير الطبيعي  ان يقول مشعل مثلاً  ان مؤتمر أنابوليس مقدمة لضرب ايران  فما علاقة هذا بذاك  ومالنا  ومال ايران  نحن الفلسطينين   وكأن مشعل  يهتم بالشأن الايراني أكثر من شأن شعبه ووطنه  ، كما  من غير المقبول منطقياًَ ان يقول المتحدثون بأسم حماس ان الاغتيالات الاسرائلية الاخيرة  احدى  نتائج مؤتمر أنابوليس  لأنها على الأقل ليست الأولى واسرائيل حين تقرر  اغتيال أي كان ليست بحاجة الي مؤتمرات   وجلسات وتفاهمات ،  وكذلك حديث حركة حماس عن  مؤتمر باريس الاقتصادي الذي اعتبرته  حماس حرباً  عليها لأن اوربا  قررت دعم السلطة الفلسطينية بالمال  متناسياً  هم  أنهم  طالبوا اروبا علناً  من قبل دعم السلطة الفلسطينية حين كانوا  في رئاسة  حكومتها  عندما صرخ السيد خالد مشعل في اعلى صوته في خطاب شعبي في دمشق معاتباً  أوربا وقائلاً  عيب يا اوربا   عيب يا اوربا الحضارة   اوربا   ما بدري شو ان تقطعوا المعوناات عن السلطة الفلسطينية لفوز حماس في الانتخابات والذي ردت  عليه أوربا  قائلة اقبل بالشروط والتعهدات التي كانت من قبل وسندفع نحن لشعبك المال  .


أليس في هذا كله يا الحمساويين تضليل لرأي العام   واستخفاف به ؟


أما   النقطة  الأخرى  من حديث الساعة كان يتركز اليوم  على  حملة الاعتقالات التي تشنها  حركة حماس في قطاع غزة  ضد  عناصر وكوادر حركة فتح 


الناس يتحدثون  عن محاولة منع حماس  من احياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية بأي طريقة فحملة الاعتقالات والتي  طالت حوالي  500 عنصر وكادر من حركة فتح  تستهدف  منع الاحتفال بالانطلاقة الفتحاوية بأي شكل من الاشكال  وخصوصاً  بعدما  عرفت حركة حماس ان  حركة فتح الغت مهرجاناً  كان مقرراً  لها  لاحياء الذكري  بسبب اصرار حماس على منعه بالقوة  وصوناً  للدماء التي قد تسيل  نتيجة لذلك  وقالت ان احتفالتها ستقتصر  على اطلاق  البالونات في الهواء   واشعال شعلة على كل بيت  ورفع رايات حركة فتح  على اسطح المنازل   الذي اثار حفيظة الحمساويين فشنوا  حملتهم ضد الناشطين بحركة فتح  بينهم  60 طالب  من جامعة الازهر بغزة  لمنع تلك المظاهر التي لا اراها  تسبب أذى لحماس سوى  الحرج الاعلامي  بسبب الحجم الذي قد يظهر فيه  المحتفلون  وخصوصاً  ان الشارع الغزي يبدو أنه انقلب  ضد حماس  مع انقلاب حماس ضد الرئيس عباس . 


عن حملة الاعتقال التي شنتها حركة  حماس  حدثني صديق لي وهو  من المقربين لحماس بل كان حمساوياً  ولكنه انقلب قليلاً  عنهم   بعدما قتل  الحمساويين عمه الظابط في الامن الوطني  في احداث الانقلاب ،  وقال لي أن احد اقرباءه معتقل عند حماس منذ أكثر من 15 يوم  وأنه يجري اتصالات مع الحمساويين   الذين   يعرفهم  لاطلاق سراحه فسأل أحدهم   كيف يمكنني زيارته والعمل على اطلاق سراحه  فقال  له صديقه الحمساوي ما تهمته  فرد العمل الجماهيري التابع لحركة فتح  فقال له الحمساوي  لو كان عميل لو  كان لص  مزور زاني ايش ما يكون يكون   لاستطعت ان  أؤمن لك زيارة له   ولكن طالما ان تهمته العمل الجماهيري  فأنا لا علاقة  لي  بقدرش ، هكذا اشخاص  يبقوا في المعتقلات مدة طويلة  تتجاوز الشهرين  ويمكن الافراج عنهم ولكن بعد اطلاق النار على اقدامه ورميه في الشارع  فاستشاط غضباًَ  صديقي  وبدى غضبه واضحا ًوهو يعيد  تفاصيل الكلام عليّ   حينها قلت له  أنا ما هو شعورك عندما تسمع هنية أو  الزهار أو صيام  او أي حمساوي كائن كان  وهو يقول أنهم يرفضون الاعتقال السياسي  وأن سجونهم خالية بالمعتقلين السياسين   وأنهم لا يسعون لاقامة نظام بوليسي 


فقال لي أستحقرهم   .            

السبت، 29 ديسمبر 2007

حماس ستمنع حركة فتح من احياء ذكرى انطلاقتها في غزة


خرج اليوم جمال الجراح نائب مدير شرطة حكومة  الأمر الواقع في قطاع غزة او حكومة الوحدة الوطنية الشرعية كما  يسميها الحمساويون  يعلن بأن   حركته او حكومته او شرطته   الوطنية الفلسطينية  الوحدوية والتي برنامجها    ينص في أول بنوده على حرمة الدم الفلسطيني  بحسب ما تم الاتفاق عليه في اتفاق مكة  قررت  منع حركة فتح من احياء  ذكرى انطلاقتها في قطاع غزة مدعياً  أن قرار المنع ليس له اغراض سياسية  أنما للحفاظ  على حياة المدنين الذين يخشى عليهم الجراح كخشيته  على أبناءه  ويهتم لهم ولحياتهم ولا يريد أن يعرضهم للخطر  الناتج عن تعسف وقمع  واستهتار القوة التنفيذية التي  يقودها في غزة قائلاً بأنهم اي ملائكة الرحمة في القوة التنفيذية   لا يريدون تكرار ما حدث في مهرجان احياء ذكرى رحيل الرئيس أبو عمار حيث فتحت قوته  التنفيذية النار على مئات الآلاف  من المواطنين الذين تجمعوا في ساحة الكتيبة في مدينة غزة .


الجراح المهتم جداً  لحياة المواطنين الفلسطينين المدنين  على حد تعبيره  بدلاً  من أن يأهل قوته التنفيذية   للطريقة الصحيحة لمواجهة اي حالات شغب  إن حصلت هذا إن حصلت  قرر كما يقول منع  الشعب أو شريحة  من الشعب من احياء ذكرى انطلاقة  الثورة الفلسطينية خوفاً  من ثيرانه الهائجة أن تبطش بهم وتقتلهم كما حدث قبل شهر ونصف في مهرجان ابو عمار.


 فبالله عليك يا مولاي الشيخ  جمال الجراح هل تصدق نفسك وأنت تتحدث بهذا الكلام وبهذا الاسلوب ؟  هل نسيت يا سيدي الشيخ يا  نائب مدير شرطة  حكومة الله في الأرض كما تقولون أن قوتك التنفيذية التي اطلقت عليها مؤخراً  اسم الشرطة الفلسطينية  أنها قتلت  8 فلسطينين في مهرجان احياء ذكرى رحيل ابو عمار  كما يظهر هذا الفيديو  




وهل ياشيخ  أنت لا تعرف أن  حركة فتح قررت ومنذ 3 ايام عدم احياء ذكرى انطلاقتها  في مهرجان   عام وقد صرح  حسين أبو النجا  بذلك وقال أنهم  لن يقيموا مهرجان لحركتهم لأنهم أقاموا مهرجاناً  قبل شهر ونصف  وأنهم  سيحتفولون بذكرى انطلاقة حركتهم  باشعال الشموع على اسطح البيوت وباطلاق البالونات التي تحمل الاعلام الفلسطينية في الهواء  وذلك للحفاظ على حياة انصارها الذين تم استهدافهم بشكل مباشر  


ثم ألا تعتقد يا مولاي الشيخ بأن تصريحك هذا يثير استفزار شريحة عريضة  من  أبناء شعبك أو ما كان يوماً  ما  شعبك  والذي استفزني انا وأنا كما هو معروف لست فتحاوي ألم تخشى أن هذا  الاستفزاز قد يتحول الي مواجهات بينكم وبالتالي ستتعرض حياة المدنين الذين تخشى عليهم وتحبهم والذين قتلتوا  من نساءهم في انقلابكم وفي ايديكم  8 نساء  ومن اطفالهم  ما يقارب  20 


كان الأفضل يا جمال الجراح ان تقول  أن حركتك او شرطتك تريد منع فتح من احياء ذكرى أنطلاقتها رداً  على منع حماس احياء ذكرى انطلاقتها   بالضفة الغربية   أو تقول أن حركة فتح حركة محظورة في غزة  او تقول أن مهرجانات فتح تسبب لكم الحرج   بدل من هذا الكذب  المفضوح  الذي يستخف بعقول المواطنين الفلسطينين  ويسخر ويحقر ويحط من قيمة حركة وطنية عمرها في النضال الفلسطيني أكبر من عمرك  الزمني وعدد شهداءها يفوق عدد أفراد شرطتك التنفيذية  كلهم بمرات المرات . 

الجمعة، 28 ديسمبر 2007

ماذا يريدون من وراء الاسماء الاسلامية للأحزاب.

هل سمعت عن جبهة العمل الاسلامي ؟  


أكيد سمعت عن جماعة الاخوان المسلمين   وعن حركة المقاومة الاسلامية حماس , وعن الجهاد الاسلامي  وربما تكون سمعت ايضاً  عن حزب الخلاص الوطني الاسلامي ، وحزب الدعوة الاسلامية ، والحزب الاسلامي العراق ، وهناك ايضاً  الحزب الاسلامي الكردستاني وجماعة التوحيد والجهاد  وجماعة أنصار السنة ، وجبهة الانقاذ الاسلامي  والكثير من الاسماء لأحزاب بعضها قائم فعلاً ويعمل في البلد التي نشأ فيها وبعضها محظور وبعضها مجرد حبر على ورق أوأسم بدون عمل ، وبغض النظر عن ذلك هي موجودة وكلها تقول عن نفسها اسلامية ، رغم أن أغلبها تعمل بشكل وطني وليس لها أي صلة أو علاقة بأي مسلم آخر خارج حدود  الوطن إلا بالعاطفة والوطن المقصود  هو الناتج عن معاهدة سايكس بيكو التي قسمت الاراضي العربية الي الدول التي نعيش فيها الآن ورغم علمهم جميعاً  بأن المسلمين أمة واحدة وأن لا فرق بين عربي على أعجمي الا بالتقوى  ومع ذلك هم  أكثر الاحزاب اعترافاً  بسايكس بيكو  ونتائجها لدرجة أن بعضهم  يشترط أن يكون العضو المنتمي للحزب مسلم يحمل الجنسية كذا وهي الجنسية التي حددتها سايكس بيكو كالاحزاب الوطنية تماماً      


شخصياً  لا استطيع أن افهم كيف يدعي حزب ما بأنه اسلامي  في الوقت الذي يشترط في عضويته  ان يكون العضو  من الجنسية كذا وهي الجنسية التي حددتها سايكس بيكو والاستعمار  والتي تتعارض مع الدين الاسلامي اذ تشتتهم وهم في الاصل أمة واحدة.


     كما لا يمكنني فهم لماذا تختار تلك الاحزاب اسماء تحتوي بشكل أو بآخر على كلمة الاسلام ومشتقاتها وكأن الاحزاب لا تكون اسلامية الا اذا  شملت تسميتها كلمة الإسلام وكأنهم يريدون من خلف التسمية  كسب التعاطف الشعبي  الديني والتستر بعباءة الاسلام حتى اذا أنتقدنا أحدها  ظهرنا وكأننا ننتقد الاسلام واذا اختلس أحد قاداتهم مالاً ما من الحزب او من الدولة او من شخص استطاع أن ينفى  ذلك بسهولة  على الأقل عند الرأي الشعبي العام ، لانه معروف في مجتمعاتنا العربية أننا  لا نصدق بأن ذلك الشيخ الملتحي المواظب على الصلاة مختلس او مرتشي  .


كما ان بعض اسماء هذه الاحزاب والجماعات  كجماعة الأخوان المسلمين  او انصار السنة  مثلاً غير واضحة وغير مفهومة المعني بالنسبة لي وللكثيرين  ولو سألتني  ماذا يعني جماعة الاخوان المسلمين؟   سأقول لا اعرف ربما   يعني أن المنتمي لهذه الجماعة  من الإخوان المسلمين  وأن  المسلم الغير منتمي لهم هو من الاعداء المسلمين ؟!أو  أنه من غير المسلمين ،  وكذلك بالنسبة لجماعة انصار السنة.


وكيف يمكن أن يحتوي البلد الواحد على حزبين اسلاميين   كما عندنا في فلسطين  حركتي حماس والجهاد الاسلامي وكأن هناك اسلامين لا اسلام واحد  وخصوصاً  ان لكل حركة مساجدها الخاصة يصلي المحسوبون على حماس في المساجد التابعة لهم ويصلي المحسوبون على الجهاد في المساجد التابعة لهم  ويتوزع باقي الشعب بين تلك المساجد ومساجد أخرى تتبع جماعة الدعوة وجماعة أهل السنة  وكأن هناك 4 ديانات اسلام أو لا يوجد اسلام  كما قال لي صديقي قبل اسبوعين والمنتمي لحزب التحرير الاسلامي أن جميع مساجد قطاع غزة هي كمسجد ضرار الذي هدمه النبي (ص)  لانها تعمل جميعا على تفرقة المسلمين كمسجد ضرار لأنها  محزبة والاحزاب تفرق بين المسلمين على اساس الانتماء السياسي.


لهذا أجد نفسي مقتنع بأن تلك الاحزاب تختار الأسماء الاسلامية لتميز نفسها عن الاحزاب الوطنية التي يسموها هم علمانية لكسب تعاطف الشعب من جهة ولعدم وجود فرق اصلاً بينها وبين الاحزاب الوطنية الا بالاسماء وبعض الكلمات في النظام الداخلي لكل حزبمن جهة أخرى  فما الفرق بين عضو برلمان ينتمي لحزب اسلامي وعضو برلمان آخر مستقل أوينتمي لحزب وطني لطالما عضو البرلمان هذا يقيم  اركان الاسلام  ولا يوافق على سن تشريعات تتناقض والشريعة الاسلامية ولطالما اننا قد نكتشف مرتشيين ومختلسين في احزاب اسلامية أو حتى عملاء كسئول جهاز الدعوة التابع لحماس سابقا وليد حمدية الذي تبين انه عميل وتم اعدامه بتعاون بين افراد من الاجهزة الامنية وعناصر من حماس .


بقي أن اذكر حادثة طريفة  حدثت معي وصديق لي  كنت في زيارة له منذ عدة سنوات واثناء حديثنا كعادة أهل غزة بالسياسة دخل علينا والده المسن وجلس يستمع  الينا  وعندما  مل من الحديث السياسي  قال لنا غيروا هل السيرة شو الي مستفيدين من هالمواضيع  فقال له أبنه نريد تأسيس حزب جديد  فقال الأب له حزب شو فرد صديقي قائلاً حزب شيوعي فأنتفض الأب قائلاً شووووو بانزعاج  فاستدرك الموقف صديقي وقال لابيه   يأبي نريد تأسيس حزب شيوعي اسلامي  فقال والده بارتياح آه


 

الأربعاء، 26 ديسمبر 2007

صورة فلسطينية قديمة لعلها تمحو الصور الجديدة القبيحة صور جرائم الاقتتال في غزة

قبل  نحور عشرين عاماً  كتب الشاعر نزار قباني رسالة للشاعر الفلسطيني سميح القاسم قال له فيها  .



يا سميح هزتني رسالتك الرائعة القادمة من هناك حيث تعلمنا الأيدي الصغيرة مباديء القراءة والكتابة بعدما تحولنا جميعاً إلى أميين  ، وآخجة الشعر يا سميح من هؤلاء الذين كسروا بحجارتهم زجاج أبجديتنا وأغتصبونا حرفاً  حرفاً  وكلمة كلمة وحولوا دواويننا الي أحذية عتيقة.


صدقني يا سميح جعلوا دواوينا أحذية عتيقة وشعراءنا بغايا صدقني إنني اشعر بالخجل أمام هؤلاء المبدعين الذين أقالونا جميعاً كتاباً وشعراء ومفكرين ومنافقين .


واستلموا هم السلطة ، نحن ملوك مخلوعون والملوك الحقيقيون هم هذه السلالة  الفلسطينية الطالعة من رحم الحجر  ، نحن ملوك الكوتشينة الذين يمضغون القات بالجملة  ويمضغون لحم النساء بالجملة لحم الشعوب بالجملة.

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2007

مطلوب من أبو عبير أن يثبت صدقه ليثبت براءته أمام المواطنين الفلسطينين


كثرت  في الفترة الأخيرة الأحاديث  عن شخص محمد عبد العال الملقب بأبو عبير وحول  الشبه التي تثار حوله  والحديث عن تورطه بالعمالة لصالح اسرائيل    بعد  كشف  شبكة من العملاء   كان لها دور بارز في اغتيال بعض  قادة المقاومة الفلسطينية  من بينهم مبارك الحسنات  أحد قادة لجان المقاومة  الشعبية   ، وماجد الحرازين القائد العام لسرايا القدس في غزة .


 قيل أن ابو عبير  متورط بتلك الشبكة وأن حماس    التي تفاجئت  بأن اثنين من مرافقين يوسف الزهار شقيق محمود الزهار  وقائد  القوة التنفيذية التي شكلتها حماس في غزة  حققت معه    الامر الذي حاولت حركة  حماس ان تنفيه   فأجرت قناتها  فضائية الأقصى مقابلة مطولة مع ابو  عبير  لتثبت بأن ابو عبير  غير محتجز وأنه غير متورط بشبكة العملاء التي   أكتشفت مؤخراً ، كما انه  خرج اليوم في مؤتمر صحفي  نفى فيه ارتباطه وتعاونه مع الاحتلال واصفاً الاتهام بأنه  افتراء يخدم الاحتلال .


شخصياً  لا أحبذ أن ينظر لأبو عبير على انه متهم حتى تثبت براءته ولا أتهم ابو عبير بالعمالة لصالح الاحتلال وفي نفس الوقت لا أتوقع من ابو عبير وحماس سوى النفي لتلك الأقاويل التي تملأ الشارع الفلسطيني وتحديداً  الغزي  فمن غير المعقول أن يقول شخص ما أنه خائن ، ومن غير المعقول أيضاً  أن تصمت حركة حماس عن تلك الاقاويل كون أبو عبير أحد قادة الانقلاب الذي نفذته في حزيران الماضي ،هذا أمر بديهي ، وطبيعي  ولهاذا سينظر المواطن الفلسطيني لنفيه  تلك الاتهامات باستخفاف  لعدم منطقية أن يعترف شخصاً  ما بالعمالة  في مؤتمر صحافي


في رأي لم يكن مطلوباً  من ابو عبير أن  يخرج في مؤتمر صحافي ينفي فيه عمالته بقدر ما كان مطلوب منه أن يثبت صدقه   في موضوع خطير  قد يكون عدم صدقه أو عدم ايفاءه بوعده هو ما يثير الشبه حول ابو عبير .


كان مطلوب من ابو عبير ان يفرج عن الادلة الدامغة التي تحدث  عنها  عقب  أغتيال القائد  العام لجان المقاومة الشعبية " عبد الكريم القوقا " أبو يوسف فبعد أقل من نصف ساعة  على اغتيال أحد مؤسسي لجان المقاومة الشعبية    بتفجير سيارته  خرج أبو عبير  على وسائل الأعلام  يبرأ الاحتلال من جريمة اغتيال العبد القوقا   ويتهم قادة في الأجهزة الأمنية  باغتيال القوقا   ويدعي أن لديه  ادلة دامغة   وتسجيلات تثبت تورط القادة    باغتيال القوقا  الأمر الذي اثار زوبعة كبيرة في الشارع الفلسطيني  اعقبها اشتباكات  تسببت في مقتل   4 مواطنين فلسطينين  من بينهم طفل .


فإن كنت يا ابو عبير تريد حقاً  أبعاد الشبهات عنك  فأخرج مالديك  من ادلة ووثائق  تدين الأجهزة الأمنية باغتيال القوقا  فلا وقت أنسب من ذلك الوقت  لكشف تلك الأدلة الدامغة   فاليوم لم يعد هناك اجهزة أمنية في غزة تهدد حياتك ولم يعد  لديك أي مبرر تبرر فيه عدم كشفك لها وقد طال الزمن  ومضى اكثر من عام ونصف على اغتيال الشهيد القوقا  والآن فرصتك لأن تثبت فيها صدقك وتفي بوعدك وإن لم تفعل فصدق يا ابو عبير أو لا تصدق أن نفيك لتهمة العمالة ليل نهار لن يقنع اي شبل فلسطيني مصدق للاقاويل وأن الاسئلة التي طرحت على ادلتك في حينه ستبقى هي الأصدق وكما قيل لك  في يوم الاغتيال ، لطالما أن لديك وثائق وادلة على ضلوع الأجهزة الامنية في الجريمة لماذا لم تحذر الشهيد القوقا  ؟  ولماذا يا ابو عبير برأت الاحتلال   ؟  وهل الجريمة كانت جريمتك وأردت أن تغطي عليها باتهامك للاجهزة الامنية  ؟ ولماذا شقت لجان المقاومة الشعبية الي شقين بسببك  ؟


صدق يا ابو عبير هذا ما سيبقى يثير الشكوك والشبهات  حولك  وستبقى  دماء من قتلوا بسبب اتهامتك في رقبتك .

السبت، 22 ديسمبر 2007

ماذا يعني هدنة غير مشروطة

أفادت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية في عددها الصادر اليوم  ان أحد الوزراء البارزين في  حكومة حماس المقالة والتي يرأسها اسماعيل هنية  صرح لها بان حركته أي حركة حماس تبحث بجدية عرضاً  تقدمه لاسرائيل يتضمن هدنة غير مشروطة.


 سبق العرض اتصال هاتفي اجراه اسماعيل هنية شخصياً  مع مراسل القناة الثانية الاسرائيلية سليمان الشافعي   قدم فيه هنية عرضه على الحكومة الاسرائيلية بوقف اطلاق الصورايخ  عبر وسائل الاعلام وهذا الاتصال لم ينفيه أي من المسؤولين الحمساويين ولا اظن أنهم يستطيعون نفيه  كون سليمان الشافعي  الذي يعيش في غزة لا يجرأ  أصلاً  ان يفتري على هنية بهكذا كلام أوبكلام  أقل خطورة واهمية  منه كونه يعيش بين مخالبهم   وبذلك نستطيع أن نجزم بان حماس  فعلاً  ترغب في هدنة غير مشروطة مع الاحتلال الاسرائيلي  وإن كنت لا افهم ماذا تعني هدنة غير مشروطة وهل لها علاقة بإدراج حماس وقاداتها ومؤسساتها  على بنك الاهداف الذي أبتكره براك ليوقف بذلك اطلاق الصورايخ  ؟


فيا ترى ماذا تعني هدنة غير مشروطة  هل تعني ان توقف حماس اطلاق  صواريخ غزة التي باتت ومنذ الانقلاب لا تطلقها  مقابل وقف  بنك الاهداف الاسرائيلي  الذي اعلنه براك  بغض النظر عن استمرار اسرائيل في الاستيطان واستمرارها في قمعها للشعب الفلسطيني في  اطارها الدائم أي خارج بنك الاهداف  هذا بالاضافة الي استمرار فرضها للحصار على قطاع غزة . إن كان الامر كذلك  فعلى حماس  أن تجيب   كيف ستدفع حماس اسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة  وخصوصاً  أنها لا تؤمن بالنضال السياسي والمقاومة السلمية الجماهيرية كما تقول  وتدعى بأن العمل العسكري وحده القادر على تحقيق الاحلام الفلسطينية وماذا ستفعل حماس مع الفصائل الفلسطينية التي قد ترفض هدنة حماس مثل الجهاد الاسلامي الذي خسر في الاسبوع الماضي أكثر من 10 شهداء بينهم القائد العام لسرايا القدس  في قطاع غزة ماجد الحرازين وغيرهم


أو بالأحرى من هذا كله ماذا تريد حماس ؟ التي بالأمس القريب بح صوت قاداتها  في مهرجان انطلاقتها وهم يقولون  أنهم  المقاومة وانهم الضمانة الوحيدة لاستمرار المقاومة وأنهم لم ولن يطاردوا المقاومة بل سيعملوا  على توفير كل الامكانيات لها  ، وكأنهم يترجمون  مقولتهم عن استمرار المقاومة على أرض الواقع بطريقة عكسية  اذ بعده يعلنون عن هدنة   ويفرضون هدنة على فصائل المقاومة بدل من توفير الامكانيات لهم .


يبدو أن كلام حماس في المهرجانات مغطى بثلج مع أي ارتفاع بسيط في درجة الحرارة بيذوب الثلج وببان المرج قاحل خالي من اي مضمون من أي نبتة أو عشبة .


 والي أن يذوب الثلج كله وتكشف الحقائق السوداء القاحلة من تحته دعونا ننتظر  الي أين يوصلونا عشاق الجنة والكراسي.

الجمعة، 21 ديسمبر 2007

حصرياً الأعمى والأطرش رواية شهيد لم تكتمل




كثيرة هي القصص التي نقرأها ولا ننساها ولا ننسى حتى المفردات التي استخدمت فيها وكأنها جزء منا ومن حياتنا وكأننا أحد ابطالها أو كتبت لأجلنا لنسميها فيما بعد أجمل ما قرأنا ، وكم قرأت أنا الجميل من رويات الكاتب والاديب الفلسطيني الكبير الشهيد غسان كنفاني عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فمن عائد الي حيفا الي رجال في الشمس الي من قتل ليلى حايك ابدع غسان واستخدم تعبيرات بتنا نستخدمها كحكم أو كمثل شعبي مثل " لماذا لم تطرق جدار الخزان " الكلمة التي أنهى فيها شهيدنا رواية رجال في الشمس الرواية المشهورة جداً فلسطينياً وعربياً ومع ذلك جمال كتابات غسان لم تقتصر على تلك الروايات فقط بل كتب اديبنا الكثير ترك أجملها بالنسبة لي ورحل قبل أن تكتمل يااه كم تمنيت أن يعثر أحدهم على تكلمتها لتكتمل ولكن مع كل اسف رحل شهيدنا وترك تحفة عاطفية وفنية وعلمية واجتماعية دون ان تكتمل .
الرواية عثرت عليها صدفة قبل 5 سنوات وقرأتها مرة وثانية وثالثة وأحببتها احببت مفرداتها ومن حبي لها قررت أن اكتبها على الكمبيوتر لأسطيع وضعها على الشبكة العنكبوتية ليقرأها أكبر عدد ممكن من القراء العرب وخصوصاً أنها غير متوفرة على الانترنت
وها أنا اهديكم ايها وأنا اتمنى من كل قلبي أن تكون بالنسبة لكم أجمل ما قرأتوا كما كانت بالنسبة لي أجمل ما قرأت وسأقتص منها جزءها الأول واضعها ليقرأه من يريد قبل أن يحمله في ملف الورد المرفق
ــــــــــــــــــــــــــــــ


 


الأعمى والأطرش رواية لم تكتمل

سيقال فيما بعد أن ما حدث كان مستحيلاً , أما الآن فالأبعدون يقولون إنها مغامرة , وأنا أقول إنها الولادة.
إن الحقائق الصغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة , والمسالة مسالة وقت ليس غير. كذلك تبدأ القصص وكذلك تنتهي . إن المعجزة ليست أكثر من الجنين الغريب الذي ينمو في رحم اليأس ثم يولد على غير توقع من أحد ليضحي جزءاً من الأشياء تبدو ثمة ناقصة دونه. وقد كنت اسمع دائما عن قبر الولي عبد العاطي وعن شجرته, ولكني لم اكترث قط . لقد حجت أمي حين كنت لا اعرف إلي أين تحملني وتمضي , إلي قبور كل الأولياء الصالحين , المزروعة في كل حي وعلى درب كل قرية , سكبوا هناك على عيني من الزيت والدعاء ما يذوب جبلاً من الصمت والعناد , ولكن شيئا لم يحدث , كان العمى وكان شيئا مكتوبا علية منذ البدء , والي النهاية. ومضت الآن سنوات لا حصر لها على تلك الأيام حين كانت تضعني أمي على كتفها وتمضي ماشية وكأنها تغوص في بحر لا قرار له وكنت أحس المسافة على جبهتها حين تنزلق إليها كفى فألمس فوقها طوفاناً من تفصد العرق التعيس , ولكننا كنا نعود دائما من قبور الأولياء الصالحين كما كنا نذهب تضيء أمي طريقنا بعينيها الباكيتين الراجيتين ,وأتعرف أنا مسافة الرحلة من العرق المتفصد على جبهتها ...

ولقد يئست . أقول لك يا حمدان أنني يئست . لو كنت جذع شجرة زيتون لتعبت , عصرت على عيني كل أعشاب الأرض , وتركت أكف الآلاف من الأتقياء والدجالين تمر فوقها فلا تزحزح راقة واحدة من راقات العتم الأبدي الذي كان يوصد بين جفني بوابات ليل ضار , لا نهاية له , وذات يوم اكتشفت العبث كما تكتشف أنت المبصر شروق الشمس .
أنت تعرف تلك اللحظات العجيبة التي تساوي العمر كله. كانت لحظة من ذلك الطراز الذي لا يقهر والتي تجيء وهي عازمة على عدم الارتداد . ومذ ذاك وأنا جالس , كما تراني , أرشو الظلام بالصوت , وأنسى . أنت يا حمدان ما زلت صغيراً , تتصور القدر ضربة صدفة لا تزحزحه إلا ضربة صدفة أخرى , وبعد أن مضى كل هذا العمر تقول لي أن أمضي إلي قبر عبد العاطي , حيث قام الكسحاء يركضون , والخرس ينطقون و العواقر يلدن ؟! أتريد أن اركب تلك الأرجوحة مرة أخرى في عمر واحد يا حمدان؟ أتريدني مرة أخرى أسير ذلك الأمل التافه المروع ؟
قبر الولي وشجرته ! واليوم تقول أنهم رأوا رأسه الوقور يتجه بالدعاء الصامت إلي السماء , معلقاً بين فرعي الشجرة .
تقول أنه يبدو وكأنه نما هناك كما ينمو الثمر, وانه يكاد يخاطب الناس . لقد سمعت هذه القصة في مكان آخر, .وذات يوم ذهبت ,إلي هناك . لا , ليس مرة أخرى يا حمدان , ليس مرة أخرى , إن العمر الواحد لا يتسع لإكذوبيتن كبيرتين .
ولابد أن حمدان ابتسم , فأنا أحس ذلك بصورة غريبة اعتدتها منذ زمن لا ترقى له ذاكرتي , أكان يعرف أنني سأذهب ؟ أكان يعرف عمق تلك اللعبة الهائلة التي نسميها الأمل المهيض الجناح ؟ سمعت خطواته تمضي بعيداً عني عند بوابة بيت النار , ليخبز دفعة جديدة من الخبز, ولكن مهما كان يحسب , فأنني اعرف أن الحقائق صغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة وأن القصص تبدأ هكذا وهكذا تنتهي .
لقد قذفتني أقدار تعمل من وراء ظهورنا إلي هذا المكان وأنا أتساءل بين الفنية والأخرى عما يستطع الأعمى أن يفعل غير أن يبيع خبزاً ؟ إن الرغيف وحده هو الشيء الوحيد الذي يمكن تماما أن يرى بالأصابع. مثلما يرى بالعين وحين يصل الأمر إلي الرغيف فإن أحدا لا يستطيع أن يخطئ حتى الرجل الضرير الذي ولد , لسبب ما , دون بصر.

لتحميل الرواية اضغط هنا

من ذكرياتي في انتفاضة الحجر (الحلقة الثالثة )

الطريق من المجلس التشريعي حيث حجزت الي معتقل انصار في غزة ليست طويلة  قد تكون أقل من كيلو متر واحد  أو أقل من نصفه  ،  ولكن الجيب الذي نقلنا استغرق فيها  حوالي ربع ساعة لقد  قام بجولة تفقدية  او تنزهية للجنود الذين  يرافقونا  ، سار في أكثر من شارع   غير مؤدية الي انصار لا ادري لماذا؟  وهي فرصة شاهدت  فيها غزة ليلاً  منذ أكثر من 4 سنوات عمر الانتفاضة وعمر منع التجول الليلي الذي فرضه الاحتلال مع انطلاقتها.


وصلنا الي معتقل انصار في غزة في حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلاً  وهناك ساقنا الجنود الي غرفة تسمى الكبلا أو الاستقبال باللغة العربية على بابها من أوله الي آخره صورة إمرأة  ترتدي ملابس الاستحمام في البحر( البكيني)  أوقفنا الجندي قبالتها وقال لنا الآن سندخلكم اليها لنرى  ماذا ستفعلون معها  ؟ لم يعلق اي منا بكلمة واحدة  بقيني صامتين كما كنا طوال الطريق مقيدين الأيادي من وراء ظهورنا   ومعصبين العيون بإستثنائي .


أنا بديت اكثر أطمئناناً  لوجود الشبان  المعتقلين مثلي و معي ، هذا وضع نفسي أفضل من قبل  اذ كنت وحدي بالحمام  الذي احتجزوني فيه  فترة طويلة وكما يقال الموت مع الجماعة رحمة ، رغم ذلك كان التفكير بأهلي يشغل الحيز الأكبر من عقلي  وكان السؤال الملح علىّ هل عرفوا أهلي بإعتقالي  كان هذا السؤال يطرق جدران عقلي ، لم أشعر بالجوع ابداً  رغم عدم تناولي لطعام  منذ سحور أمس  ، ولم أفكر بمعنى الجملة التي قالها لنا الجندي ابداً  ، لقد شغلني كثيراً  التفكير بأمي كأي طفل يفارق أمه ويعى أنه في المجهول . 


بقينا على هذا الحال اكثر من ساعة ونصف امام الباب الملصق عليه صورة المرأة شبه العارية ننتظر ماذا سيحل لنا  وماذا سيفعلوا  بنا  ، كان الجنود  يغادرون من حجرة مجاروة بأوراق  ويعودون بأوراق يبدو انها اوراق تخصنا  اذ كان يتخلل ذهابهم ايابهم بعض الاسئلة لنا كانت تتركز على بيناتنا الشخصية ، بعد ذلك  فتح الجندي الباب وادخلنا داخل الغرفة التي كانت فارغة تماماً  سوى من صندوقين كرتونيين  ممتلأن بالملابس  التي تخص المعتقلين أحدها مخصص للبناطيل والأخر للقمصان ، في داخل الغرفة قام الجندي بقص  المرابط التي تقيد ايادينا  , وقام بفك العصبة التي عصب فيها  عيون الشبان الآخرين  ، وبعدها ابتعد قليلاً  عنا وأمرنا  بأن نخلع كل ملابسنا  بإستثناء الداخلية منها ، لم نفعل على الفور اذ  اخذنا ننظر الي بعضنا البعض  ، فصرخ في وجوهنا  هيا أخلعوا ملابسكم  ستأتي الفتاة بعد قليل هيا ، وبدأنا  نخلع ملابسنا  وبقينا في الداخلية منها ثم نادى الجندي جنود أخرين واخذوا يضحكوا علينا   قائلين لنا الفتاة في الطريق اليكم  سنرى ماذا ستفعلون معها  ؟  


بعد نصف ساعة تقريباً   يبدو أن أحد ظباط الجيش قد وصل اذ بدت علمات الجدية  في العمل تظهر على الجنود  وأمرنا احدهم بأن نبحث عما يناسبنا  من القمصان والبناطيل الموجودة في الصناديق الكرتونية  وان نرتديها  ، فأخذ الشبان يستصلحون منها افضل الملابس  التي تناسب  مقاسهم  أما انا فلا يوجد منها ما يناسبني  لصغر سني وبالتالي حجمي  فكان بحثي يتركز على أن أجد مقاسي  لا أن اجد الأفضل  وما بيدي حيلة فأرتديت اصغر الموجود    وكان البنطال كبير علىّ وكان منطري فيه مضحك.


حملنا ملابسنا الأصلية في ايادينا  كيفما أمرنا الجندي  الذي كان يحمل أكياساً وزعها علينا  وأمرنا أن يضع كل واحد منا ملابسه في الكيس الذي اخذناه  ففعلنا  ثم أمرنا بأن نقلع ساعات ايدينا  ففعلنا  ، ومن ثم  النقود الذي بحوزتنا  حتى رباط الحذاء الذي كنت ارتديه امرني الجندي بفكه ووضعه في الكيس ثم قام بعد ذلك بوضع ملصق  على كل كيس كتب عليه اسم  الشخص صاحب الملابس  .


بدأ القلق يساورني  و ركُن تفكيري بأهلي جانباً  وبدأت أفكر في نفسي  :يبدو انني سأظل هنا  مدة طويلة   ليست كالمرة الاولى  حين كنت اصغر بعامين من اليوم  ، يومها نظفنا المجلس التشريعي  وروحنا   لم نرتدي ملابس السجن الكحلية ولم ينقلوني من المجلس التشريعي الي انصار حيث المعتقلين  هناك ، ماذا سافعل  أن جاء وقت الامتحانات وأنا أسير هنا  هل سيضيع العام مني  وسيسبقني أبناء صفي بعام وأنا متفوق في دراستي  أم ترى سأخرج  من هنا   ؟ 


العيد بعد غد !!    لا لا  العيد غداً  لقد بدأ اليوم الجديد ، هل سيفرجوا عني غداً  "عشان العيد "  ؟ .


لم أطيل بالتفكير كثيراً هذه المرة  لمقاطعة الجندي لحبل افكاري حين ثنى يدي وراء ظهري  وقيدها بمربط بلاستيكي ثم مسك شريطة بيضاء مخطط بالون الأزرق الفاتح وشدها على عيني وكما فعل معي فعل مع زملائي  ثم ساقونا الجنود  الي مكان ما يبدو كبيراً ومكشوف اذ شعرت ببرد قارس ينخر في عظمي و عندما وصلنا الي بوابته  وضعوا في قدمي سلاسل حديدية قيدت حركتي وتركوني واقف  اعترض  الرياح الباردة الآتي من خلفي حيث البحر وكم كانت باردة تلك الرياح في فجر نيسان في مكان قريب جداً  من البحر لطفل يرتدي قميص السجن الخفيف دون غيره . 


بقيت على وقفتي اكثر من ثلاث ساعات أنا وزملائي ، ممنوع لنا ان نحرك رؤوسنا يميناً  أويساراً  واذا فعلنا كانت هرواتهم تطرق اقدامنا بكل قسوة وعنف ، وبعدها سمعت المؤذن ينادي لصلاة الفجر من بعيد أدركت في خينها أنني   لم أتذوق الي الآن الطعام أو الشراب منذ24  ساعة ولكني لم اشعر بالجوع مطلقاً وكأن المعاناة التي عشتها خلال تلك الساعات كانت طعامي وشرابي  .


بعد اذان الفجر بنحو  نصف ساعة حضر جندي من الجنود بالقرب مني ومسكني من ذراعي بالقرب من كتفي ثم جرّني نحو الشرق  وهناك قام بفك  القيود التي في قدمي ثم قص المربط الذي يقيد يدي وبعدها قام بفك العصبة عن عيني  ، فوجدت نفسي اقف  في مواجهة باب حديدي صغير لغرفة صغيرة من الباطون المسلح ، فتح الجندي الباب ودسني فيها  ففز شابين كانا فيها مستيقظين من نومهم .


 على الفور فهم الشابين أنني الزميل الجديد لهم فرحبوا بي وعرفوني بأنفسهم  وعرفتهم بنفسي كان أحدهم واسمه زياد من قرية بني سهيلا جنوب غزة ، شاب في التاسع عشر من عمره طويل قمحي اللون جدي نوعاً  ما لكنك تشعر بالأمان منه لمجرد رؤيته ومعتقل من قبل الجيش الاسرائيلي بتهمة الانتماء الي حركة فتح .


أما الآخر فقد كان اسمه محمود وكان على عكسه تماماً  ابيض البشرة وقصير نوعاً  ما يبلغ من العمر 21 عام وكان خفيف الظل  فكاهي لكنه كان عنيد .تهمته الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمشاركة في الانتفاضة .


ما أن جلست بدأوا يعرفوني بالمكان  بدأ محمود بالقول : هذه زنزانتنا وهذا هو مكان نومي انا وهذا مكان نوم زياد  أما أنت فسيكون مكان نومك هنا ، وكانت الزنزانة بعرض 3 أمتار وطول مترين أي موزعة لكي يحصل كل شخص منا على مساحة متر عرض في طول مترين  . أكمل محمود قائلاً :هذا هو الحمام  ، وكان عبارة عن دلو صغير موضوع في  زاوية الزنزانة القريبة من الباب، نظرت الي الزنزانة نظرة عابرة  والي جدرانها الممتلئة  بالاسماء المكتوبة عليها بقشر البرتقال والي الحمام أو الدلو وقلت لمحمود هل تقضون الحاجة هنا  كيف في هذا الدلو   ؟ ،قال نعم ولكن هذا لتبول فقط واسمه بالعبري بخ  ، اما اذا كانت المسألة على ثقيل  فكل ما عليك فعله هو أن تدق الباب بعنف وتصرخ بصوت عالي شوتير أني روتسي  شروتيم   وتعني ايها الشرطي أريد الذهاب الي الحمام فيصطحبك السجان . 


أما زياد فقد سألني  هل تسحرت قلت له لا ، فمد يده ليتناول شيء من تحت البطانية التي طواها ليعمل منها وسادة  فأسرع محمود وقال له مالك يا زلمة الاذان اذن شو نسيت  ، ويبدو انه نسي فعلاً  لانه رد على محمود قائلاً آه صحيح ، ثم قال لي : أنت بدخن فقلت له لا انا صغير انا مازلت لم اتمم الرابعة عشر من عمري ، استغرب وبدت علمات الاندهاش عليه وعلى محمود ظاهرة ولكنه لم يسألني لماذا أنا هنا  ، لأن مثل تلك الاسئلة تثير الشكوك حول السائل  ، ثم قال حسناً  اذا سألك السجان هل تشرب السجائر قل لهم نعم حتى نقتسم نصيبك أنا ومحمود  وكان نصيب الواحد منهم 4 سجائر يومياً  فأصبحت بي 6 سجائر.


عشت في الزنزانة 4 أيام تعرفت فيها جيداً  على كلاً  من زياد ومحمود ، لقد حدثوني عن كل شيء في حياتهم  وعن التحقيق وتجربتهم الي الآن مع المحققين ، حدثوني عن حبيباتهم وعن احلامهم للزواج بمن يحبون  وعن فلسطين وعن الأمل في تحريرها ، خلال الأيام الأربعة كان ظابط المخابرات يستدعيني للتحقيق على الأقل مرتين في اليوم ، كان التحقيق قاسي جداً  بالنسبة لي كان يمسكني من مناطق حساسة ومن شعري ويرميني على الحيط  وفي كل المرات  كانوا يعصبوا عيوني لكي لا أرى  شيء عن المكان الذي يحققون معي فيه  سألني الظابط 


أنت كنت مع الملثمين من هم هم الذين كانوا معك؟ 


لا أنا لم أكن مع الملثمين  


والبلوزة التي كانت تلف رأسك هي من ملابس الملثمين  



لا علاقة لي بها  هما الجنود لبسوني اياها . 


طيب أوكي


أحد الملثمين اعتقلناه ليلاً  وقال أنت كنت معهم 


أخضره يتحدث امامي انا لم أكن معهم  أقسم بالله أنا لم أكن معهم هو كذاب 


أحضره يقول ما قال أمامي


كان كلما أنكرت انتمائي للملثمين  ينهال علي بالضرب ركلاً  في قدمه وبالهراوة التي بيده وكان يحملني ويركلني بالحيط بكل عنف ، وانا لا ادري ما افعل   أنا لم أكن مع الملثمين فعلاً  وربما لو كنت لقت أنني كنت معهم من شدة التعذيب في التحقيق ،بدأت انهار رويداً  رويداً  بفعل الضرب والشبح  اذ كانوا يقيدون قدمي يدي من وراء ظهري ويتركوني أما تحت اشعة الشمس نهاراً  وأما في البرد القارس ليلاً  ، ورغم ذلك لم اقول أنني كنت مع الملثمين ويبدو  أنه مثلما أنا انهرت  ظابط التحقيق ايضاً  أنهار مثلي ولم يعد لديه أي اسلوب ينتزع فيه اعترافي بالانتماء للملثمين  ، بعدها  ترك قضيتي وسلمها لظابط اخر كان أكثر انسانية ولعل انسانيته مجرد اسلوب لانتزاع الاعتراف  


الظابط الجديد اسمه مورس حقق معي في أخر يوم من ايام زنازين التحقيق  ، عندما استدعاني  لم يقدني لا من قدمي ولا من يدي ولا عصب عيوني 


دخلت مكتبه برفقة الشرطي السجان الذي خرج وتركني امام موريس الذي كان يجلس على المكتب ويقرأ ورقة موضوعة على المكتب أمامه يبدو أنها  ورقة من اوراق قضيتي  .


بسرعة ترك موريس الورقة فور خروج الشرطي وقال لي ليه ما بتقول صباح الخير 


فقلت له على الفور صباح الخير 


قال لي : أجلس تفضل اجلس على الكرسي ، فجلست 


ثم قال لي بصف شو أنت  ، قلت في الصف الثالث الاعدادي 


شاطر بالمدرسة   


نعم آه الحمد لله  


بتعرف احنا بنحكي بالعبري عن صباح الخير  " بوكر توف " 


بعرف  ، أنا الي 3 سنوات اتعلم اللغة العبرية  في المدرسة 


 ماذا تعرف باللغة العبرية  


أعرف بوكر توف  ، عيرف توف ، أفو اتا جار ، ما شم خا  , وبعرف أقرا وأكتب كويس 


طيب رائع 


قلي يا ×××× أنا مابدي اضربك ولا بحب الضرب بس ما تغلبني كثير   


شو اسماء الملثمين الي كانوا معك  


أنا لم أكن مع الملثمين ، والله ما كنت معهم ، الجنود لبسوني بلوزة الملثمين عندما اعتقلوني وأنا بالجيب


آه يعني لم تكن معهم  


آه 


طيب أنا مصدقك 


بدي اتقلي شو عملت من أول الانتفاضة لليوم  


أنا بصف ثالث اعدادي والسنة عنا شهادة وأنا  من الطلاب المتفوقين   بصحا  من النوم الساعة السادسة وبروح على المدرسة بروح على الساعة 12 وبتغدى ....


عندما  بدأت اتحدث هذه الكلمات  وكنت أود أن اقنعه بأن لا وقت لدي لعمل شيء وأنه انا من البيت للمدرسة  ومن المدرسة للبيت   قاطعني وثار غاضباً  وقام بمسكي من مقدمة بنطالي ومن مقدمة شعري  وركلني بالحيط بكل عنف  ، وقال لي (أنا موش جايبك هون تحكيلي قصة حياتك(


  خفت كثيراً  منه وقررت ان اقول اي شيء أي شيء  أنهي بها هذه المعاناة ، وعندها سارع هو وقال لي أنت رميت حجر على الجيش   فقلت بسرعة آه وكأن هذه الكلمة هي طوق النجاة  بالنسبة لي كنت اظن أن اعترافي بالقاء حجر على الجيش شيء هين وبسيط وأنني سأخرج بكفالة مالية مقدارها 500 شيكل لصغر سني  .


عندما قلت آه ألقيت حجراً  على الجيش عاد موريس الي هدوءه . وأشعل سيجارة وقال لي اذن اتفقنا تفضل اجلس  , فجلست  ومسك هو ورقة وقلم وبدأ يكتب فيها   واثناء كتابته سألني 


متى القيت الحجر على الجيش 


أبتسمت في نفسي وقلت في عقلي لقد ألقيت آلاف الحجارة وايش يذكرني تواريخ ، ولكني ألفت له تاريخ قديم من  عقلي  اظنه  25/4/1991


كتب موريس ما قلت وعاود وسألني


أنت ألقيت الحجر على سيارة جيش جيب ولا على  دورية راجلة بتمشي مشي 


قلت له لا على دورية راجلة


قال في أي مكان قلت عندنا في طريقي الي المدرسة .


كتب موريس كل ما قلت  ثم قال لي أنت قلت بتعرف تكتب عبري  


قلت نعم  ، فقال تفضل اكتب شو اعملت وكيف رميت الحجر  ومتي واين


فقلت له  لااااااا


أنا لا اعرف أن اعبر عن نفسي باللغة العبرية انا بعرف أكتب وبس 


أكتب انت وانا اعيدها بخط يدي فقال  لا 


اذن اكتب باللغة العربية   واعطاني ورقة من حجم A4 وبدأت أكتب بها ما قلته عن رمي للحجر وبدأ هو يساعدني بالصيغة .


كتبت حوالي 5 اسطر من الورقة وبدت الورقة بحيث أكثرمن نصفها فارغ  ، ثم قال لي وقع


أمضي ، ولم يكن لدي توقيع فقد كنت في الخامس عشر من عمري  ، فكرت أنا ابتكر توقيع لي ولكني خفت وسألته كيف اوقع أكتب اسمي قال نعم اكتب اسمك رباعي فنزلت الي اسفل سطر في الورقة من قلة الخبرة وعدم المعرفة وكدت اكتب اسمي لولا هو عاجلني  وقال لي ليس هنا أكتب عند نهاية الكلمات التي كتبتها  أنت مجنون مش خايف انه أقوم بكتابة ما أريده وكأنك أنت كاتبه  ، ففعلت  مثلما قال  واستدعى هو الشرطي الذي أخذني الي مكتب أخر فيه ظابط  آخر  طويل واصلع وعريض حجمه كبير وكان الشرطي يحمل اوراق ملف قضيتي اعطاها للظابط الجديد وتركني   ، نظر اليها الظابط الجديد نظرة سريعة ووضعها على طاولة أمامه وهجم على يدي اليمنى ومسكها بقوة  وكأنه يخشى أن تفلت منه ووضع ابهامها  على علبة حبر ثم على الورقة التي دونت بها اعترافي وعلى الورقة التي ترجم بها مورس اعترافي باللغة العبرية فظهرت بصمتي على الاثنتين وبعدها كتب على روقة خضراء  من النوع المقوى اسمي باللغة العبرية وبياناتي وكان فيها مكان مخصص للصورة الشخصية فارغ واعلاها رقمي الذي حملته  واصبحت معه الاسير 51104 ثم نقلوني الي الاقسام العامة في السجن حيث كثير من المعتقلين المحكومين وكنت في قسم ألف (1(


 


في قسم (أ) مررت بكثير من المواقف الصعبة والمضحكة وعملت مع المعتقلين اعمال خطيرة  ربما يسعفني الوقت في يوم آخر لاتحدث عن تلك التجربة  وعن تجربة اصابتي في ركبتي اليسري برصاص جيش الاحتلال .        

الخميس، 20 ديسمبر 2007

من أرشيف إنتفاضة الحجر (1)

اليوم الأول للانتفاضة الفلسطينية  الأولى كما صورته جريدة القدس الفلسطينية  في 9/12/1987


سقوط الشاب حاتم السيسي  أحد رفاق الجبهة الشعبية  لتحرير فلسطين في مخيم الثورة  مخيم جباليا  



اليوم الثاني  10/12/ 1987


كنا  نغني من غزة أنظلقت أول شرارة لبت رام الله بهمة جبارة  شهد اليوم الثاني للانتفاضة  مواجهات أعنف من اليوم الأول عمت معظم مدن  الأراضي المحتلة  



اليوم الثالث 11/12/1987


مخيم بلاطة شرق نابلس يشتعل  4 شهداء سقطوا  وفرض حظر التجول  على اهل المخيم هناك 


 


اليوم الرابع 12/11/1987


شرارة الانتفاضة  تنتشر  في كل المدن الفلسطينية  والمظاهرات والمواجهات مع جنود الاحتلال تستمر والاحتلال يوسع من قمعه


والحداد والإضراب العام يعم كل المدن الفلسطينية


 


  


 اليوم الخامس للانتفاضة13/12/1987  القدس تهب كباقي المدن المحتلة  والمظاهرات في كل احياءاها والقاء زجاجتين حارقتين



اليوم السادس 14/12/1978 5شهداء في الضفة والقطاع والانتفاضة مستمرة ....




أسبوع على الانتفاضة 15/12/1987 وعمليات الطعن بالسكاكين تبدأ في رفح



اليوم الثامن 16/12/1987 شهيد في رفح واسرائيل تقرر انزال حرس الحدود المعروف بقمعه الشديد للمدن الفلسطينية  



 


 وفي جباليا  القوات الاسرائيلية تبدأ  باستخدام وحدات المستعربين  ليندسوا بين المتظاهرين كما في الصورة .



  اليوم التاسع 18/12/1987


شهيدة  والاشتباكات مع الجيش في الضفة والقطاع والقدس  مستمرة



 بدأ الخشية الاسرائيلية من قطاع غزة والدعوات للانسحاب منه 



أنت منذ الآن غيرك

أنت منذ الآن غيرك!

هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟
وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟
كم كَذَبنا حين قلنا : نحن استثناء!
أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك
!
أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع
!
أيها الماضي! لاتغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك
!
أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْأنتم؟

وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف.
أَيهاالحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل
!
الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة
!
تَقَنَّع وتَشَجَّع، وقتل أمَّه.. لأنها هي ما تيسَّر له من الطرائد.. ولأنَّ جنديَّةً أوقفته وكشفتْ له عن نهديها قائلة: هل لأمِّك، مثلهما؟

لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أنأعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد!
ولولاأن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا
!
أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين: إن لم نجد مَنْ يهزمن اثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى
!
مهما نظرتَ في عينيّ.. فلنتجد نظرتي هناك. خَطَفَتْها فضيحة
!
قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ عني، دون أن يصبح حجراً
.
هل يعرفُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه: "الله أكبر" أنه كافر إذ يرى الله على صورته هو: أصغرَ من كائنٍ بشريٍّسويِّ التكوين؟

أخفى السجينُ، الطامحُ إلى وراثة السجن، ابتسامةَ النصر عن الكاميرا. لكنه لم يفلح في كبح السعادة السائلة من عينيه.
رُبَّما لأن النصّ المتعجِّل كان أَقوى من المُمثِّل
.
ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين
.
ومادمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة، لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا للدولة... ما دامت هي والأيام إلى مصير واحد؟
.
لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب بالفلسطينيين العائدين من المعركة. الدخول مجاناً! وخمرتنا... لاتُسْكِر
!.
لا أستطيع الدفاع عن حقي في العمل، ماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة
.
لأن من حقّ زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية ـ هكذا قال لي أستاذ جامعة
!.
"
أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ". هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة، في أقبية الظلام
.
من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ؟

بعض الفقهاء يقول: رُبَّ عَدُوٍّ لك ولدته أمّك
!.
لا يغيظني الأصوليون، فهم مؤمنون على طريقتهم الخاصة. ولكن،يغيظني أنصارهم العلمانيون، وأَنصارهم الملحدون الذين لا يؤمنون إلاّ بدين وحيد: صورهم في التلفزيون
!.
سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ سافرصاحبها، لقضاء إجازته الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية.. لا فرق؟

قُلْتُ: لا يدافع
!.
وسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟

قلت: أنت وأنت أقلُّ من واحد
!.
لا أَخجل من هويتي،فهي ما زالت قيد التأليف. ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون
.
أنت، منذ الآن، غيرك!.

محمود درويش 17/6/2007

الخميس، 13 ديسمبر 2007

من ذكرياتي في انتفاضة الحجر ( الحلقة الثانية )

بقي شهر ونصف لأتمم العام الرابع عشر من عمري  وأبدأ بالخامس عشر  فاليوم هو   الثامن والعشرين من رمضان الموافق الأربعاء  1/4/1992 يوم لا يمكن لي أن أنساه  كان يوماً  عادياً  لا جديد فيه كالايام الثلاثة السابقة له  فمنذ ثلاثة ايام توقفنا عن الذهاب الي المدرسة  بحجة ان العيد على الأبواب وأن عدد عدد الطلبة  الذين يذهبون الي المدرسة قليل فلا دروس جديدة ولا ما يحزنون ، لغيابنا عن المدارس في تلك الايام كان اليوم يبدو طويلاً  بالنسبة لي كصائم  فكنت كل يوم اذهب برفقة  ابن جيراننا " ابراهيم " الي ميناء غزة نجلس هناك عند حافة المينا  وندلي ارجلنا  نحو الماء ونبقى جالسين  نراقب الشمس  حتى تقترب من ملامسة سطح ماء البحر فنهم عائدين  الي البيت على دراجاتنا الهوائية  لنتناول طعام الافطار .


منذ أن توقفنا عن الذهاب الي المدرسة ونحن نكرر هذه الرحلة اليومية  ففي  حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً  نأخذ انا وابراهيم دراجاتنا الهوائية وننطلق بها نحو الميناء واليوم كذلك لم يتغير شيء  ، انتصف النهار فذهبت  الي ابراهيم لاصطحبه الي الميناء فوافق وركبنا دراجاتنا وسرنا  على غير عادة ببطئ الي جوار بعضنا البعض ، واثناء مسيرنا  مررنا بمجموعة من الملثمين يكتبون  شعارات تهنئة القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة  ( ق. و. م ) الشعب الفلسطيني  والامة العربية بحلول عيد الفطر السعيد ككل عيد وكل مناسبة  الأمر مألوف بالنسبة لنا ونحن ننظر للملثمين نظرة احترام كبيرة ونتمنى ان نكون منهم  ،  فبقينا سائرين دون توقف على بعد حوالي   300 متر استدرنا  في شارع آخر وما أن استدرنا رأينا  جيبات عسكرية للجيش الاسرائيلي كثيرة  على رأس الشارع الذي  استدرنا فيه  فتوقفنا أقل من دقيقة لمجرد رؤيتهم    وقررنا العودة حيث اتينا   ،  أثناء توقفنا  قلت  لابراهيم  : (ابراهيم    في خطر على الملثمين يجب  تحذيرهم وبسرعة من وجود الجيش وأكيد  هم أتوا لعلمهم بوجود الملثمين)  .


قال ابراهيم نعم يجب تحذيرهم  فالجيش بأقل من 5 دقائق  يستطيع ان يلقى القبض عليهم او أن يقتلهم بالرصاص  اذ كانت اوامر قيادة الجيش الاسرائيلي  للجنود بأن يطلقوا النار على كل ملثم لمجرد رؤيته  ، وبسرعة  انطلقنا نحو الملثمين وما أن وصلنا لهم  وبدأت احدثهم  عن وجود الجيش في الشارع التالي كان جيب الجيش الاسرائيلي يستدير من الشارع الذي كنا فيه   وشاهده الملثمين  فأنطلقنا جميعاً  هاربين كلاً  في مكان   بعضهم فر في البيوت القريبة  وهناك قام بستبدال ملابسه وخرج  وبعضهم فر في داخل مدرسة ابتدائية قريبة  وهناك خلعوا الملابس السوداء الخاصة  بالملثمين  وخرجوا منها فارين،  أنا وابراهيم  هربنا  على دراجاتنا  بسرعة أكبر واستطعنا ان نتوارى عن الانظار.


يبدو ان الجيش رأى الملثمين وهم يقفزون  داخل اسوار المدرسة اذ اتبعهم  على الفور واقتحم المدرسة.  في تلك الاثناء  وضعنا أنا وابراهيم دراجاتنا  جانباً  وبدأنا نرشق الجيش بالحجارة كان معنا بعض الفتية كنا نصرخ عليهم  بتحدي ببعض الكلمات العبرية التي تعلمناها  خلال أربع سنوات  من الانتفاضة سبقت هذا اليوم  كنا نقول لهم  ( تعزوف لنيشك فتجدلي بو  ) بمعنى ألقى سلاحك وتعالي لي هنا  كما كنا  نهتف ( نيشك شيلانو افانيم  ) بشكل متكرر وجميعنا بصوت واحد وتعني بالعربية سلاحنا حجارتنا  وكان بعض الفتية يشتموهم بكلمات نابية باللغة العبرية ربما لم يكونوا على علم بمعناها  ولكن أنا كنت اعرف معناها ولذا كنت اخجل ان ارددها حتى لو كانت لعدوي لا ادري لماذا ؟


بعد هذه المواجهة الخفيفة جداً   بيننا وبين الجيش والتي كانت عن بعد انسحب الجيش من المكان كله ولم يفلحوا باعتقال اي من الملثمين ، ورجعنا أنا وابراهيم  الي دراجاتنا فركبناها  ومشينا  .


لم نقطع مسافة طويلة حين قاطعني ابراهيم قائلاً  أنه لا يريد أن يذهب اليوم الي الميناء ، قال أن راسه بيوجعه ولا يريد الذهاب اليوم  ،  شعرت في لحظتها أن ابراهيم خائف من الجيش  وأن   مسألة الوجع الذي اصاب رأسه مجرد حجة فقلت له  لقد انسحب الجيش من المكان كله لا وجود للجيش الآن  وهيا نذهب  ، واخذت احثه على المجيء معي فرفض فقلت  له أوكي إن كنت تريد العودة الي البيت فاذهب أما أنا فسأذهب الي الميناء وحدي  ،  قلتها   وانا اشعر بانه لم يتركني وحدي وأنه سيتبعني  فور  رؤيته لي بأنني فعلاً  ذهبت ، ولكن خاب ظني  لم يفعل وتركني وحدي .


كنت مصراً  على ان اذهب الي الميناء وحدى على غير عادة  كان سبب اصراري هو أن اوصل رسالة الي ابراهيم بانني ذهبت ووحدي  وأنني لست مرتبط به متى يشاء نذهب ومتى لا يشاء لا نذهب فأنطلقت مسرعاً  كعادتي حين كنت أقود الدراجة  رغم أن جغرافية  الطريق كانت تعيق سرعتي   فالطريق معبد فوق تلة صغيرة وكنت انا في وضع الصعود الي قمة التلة   ( طلعة يعني بلهجتنا الغزاوية )، وما أن اقتربت من قمة الطلعة فاجئني جيب للجيش الاسرائيلي وجهاً لوجه على قمة الطلعة ولم استطيع رؤيته من بعد بسبب الطلعة فارتبكت واتجهت نحو الجانب الايسر من  الطريق  حاولت ان اتصرف بشكل طبيعي وكأني لم ارشقهم قبل دقائق بالحجارة  ولم اشتمهم أواتحداهم ولكنهم استطاعوا ان يميزوني  فما أن وصل الجيب بالقرب مني تماماً  صرخ الجنود من داخله زيه زيه زيه  أي هذا هذا  ، فتوقف الجيب على الفور ونزل منه جنديين  حملوني الي داخل الجيب وانطلق الجيب وبقيت دراجتي ملقاة في الشارع .


في الجيب  قام أحد الجنود بتقيد يدي وراء ظهري  بمربط بلاستيكي كالذي يتم فيه ربط خراطيم الوقود في محركات السيارات او خراطيم المياه ، وقام أخر بوضع عصبة على عيني ، ولم تكن العصبة شديدة الربط اذ نزلت عن عيني وصرت أستطيع مشاهدة شوارع المنطقة التي مشطها الجيش بحثاً  عن ملثمين  ، طوال تمشيط الجيش للشارع كنت أبحث في عيني عن اي شخص اعرفه ويعرفني لكي أشير له بأن يبلغ أهلي انني  في قبضة الجيش  ،  مر الجيب بالقرب من بيت عمي وهناك حاولت   وبدون حذر أن ارى اي من ابناء عمي أوأيٍ كان يعرفني ليبلغ أهلي بانني اعتقلت ولكن للاسف بدون جدوي ، ونتيجة لعدم حذري اكتشف الجندي المقابل لي تماماً  بأن العصابة التي وضعها على عيني بدون جدوى ففتح كيس كان به الزي الخاص بالملثمين الذي صادروه من داخل المدرسة حين اقتحموها  وأخرج منه " بلوزة "(تيشيرت   سوداء من زي الملثمين وقام بربطها حول رأسي  وبعدها لم استطيع الرؤية  .


بسرعة أنتهى الجيب من تمشيط المنطقة بحثاً  عن الملثمين ولم يجد أي ٍ منهم اذ لم يستغرق ذلك أكثر من نصف ساعة ، وبعدها انطلق نحو مبنى المجلس التشريعي  في قطاع غزة  والذي اعتقلت فيه أول مرة قبل عامين ولمدة يوم ولكن هذه المرة تختلف  اذ كنت وحدى ولم يكن هناك اطفال مثلي  تم اعتقالهم وهم في طريق العودة أو الذهاب من والي المدرسة  لعدم انتظام الدراسة في ذلك اليوم  كما انهم لم يضعوني هذه المرة في الغرفة التي تشبه محطة انتظار الباصات  بل وضعوني داخل أحد الحمامات  وكانت صغيرأ جداً  حوالي متر × متر ونصف أو أقل  وكان الكرسي المخصص لقضاء الحاجة يشغل مؤخرته.


بقيت في الحمام الساعات التي سبقت اذان المغرب  وبعض ساعات من الليل  ، وبين الفينة والأخرى كان يأتي بعض الجنود للحمام ليتبولوا فكانوا يفاجئون بي فيصرخون في وجهي ويضربوني ثم يخرجوا يبحثون عن حمام آخر ، وفي احد المرات حضر أحد الظباط  ، هذا  لم يأتي لقضاء الحاجة كالذين سبقوه  ولكنه أتى ليحقق معي . وعندما دخل شاهد " البلوزة السوداء التي تلف رأسي فقام بحلها وعاينها  ثم  أخذ يكتب في الأوراق التي بحوزته   ، ثم سألني عن اسمي ومكان سكني وبياناتي الشخصية وبعدها أعاد ربطها على رأسي وذهب  ، تكرر ذلك مرتين ، فأدركت خطورة بلوزة الملثمين التي تلف رأسي وبدأت افكر بطريقة استطيع فيها أن أتخلص منها  ،  وأنا مقيد اليدين وراء ظهري وبالفعل استطعت ان اتخلص منها عندما وضعت رأسي بين  ركبتي ، وأطبقتهما على حافة البلوزة العلوية المتدلية  ثم سحبت رأسي من بين ركبتي المنطبقتين عليه للخلف  ، كررت العملية من 4 الي 5 مرات الي ان استطعت ان اتخلص من البلوزة   السوداء الخاصة بالملثمين وبدأت أنشط من ذي قبل  اذ الآن استطيع التنفس بحرية اكبر وإن كان الهواء مختلط بالروائح الكريهة .


بقيت في الحمام حوالي 8 ساعات   لم  يقدموا لي خلالها الا وجبات من الضرب والإهانات والشتائم  ولم اتذوق الطعام أو الشراب منذ سحور امس  وفي حوالي الساعة العاشرة ليلاً  جاء أحد الجنود ومسكني من قبة قميصي وسحبني الي جيب عسكري كان ينتظرنا  على بعد حوالي  5 أمتار لم يعير الجندي اي اهتمام لكوني غير معصب العينين ويبدو أنه لم يرى  البلوزة السوداء التي كانت تلف رأسي بالحمام لحسن حظي  حيث لم يتحدث معي بكلمة واحد .


عند الجيب شاهدت 4 شبان  معتقلين مثلي وكانوا مقيدين  بأيديهم من وراء ظهورهم مثلي ولكنهم كانوا معصبين العيون .


أمر الجندي الشبان بالصعود الي الجيب  ومسك كل واحد منهم من ذراعه بالقرب من كتفه  وادخلهم فيه  وجاء دوري وعندما مسكني الجندي لاصعد الي الجيب انتبه جندي اخر كان يقف بجوارنا الي انني غير معصب العينين فتحدث بهذا الشأن مع زميله ولكنهم على ما يبدو لم يهتموا كثيراً  بسبب تعجلهم وربما بسبب صغر سني ، اذ تركوني اصعد الي الجيب  الذي انطلق بسرعة  في عتمة الليل في الشوارع  التي تخلو من السيارات او المارة بسبب منع التجول الليلي الذي كان يبدأ الساعة الثامنة مساءاً  الي مجمع انصار 3 في مدينة  غزة  ،  لأبدأ فصل جديد من فصول المعاناة في زنازين التحقيق*


* قريباً  في أقبية التحقيق 


لمشاهدة الحلقة الأولى إضغط هنا      

الأحد، 9 ديسمبر 2007

من ذكرياتي في انتفاضة الحجر(بمناسبة الذكرى ال20 لانتفاضة 1987

لا أحد يعرف كيف أنفجر البركان الفلسطيني في ديسمبر عام 1987 مخرج حممه بكل غزارة  في وجه كل جنود الاحتلال الاسرائيليين في الضفة الغربية  قطاع غزة فيما عرف بإسم انتفاضة الحجر الفلسطيني.


في تلك الفترة كنت في الحادية عشر من عمري  لم أكن ادرك ما الذي يحدث  وما الذي حدث كل ما كنت ادركه هو قذف جنود الاحتلال بالحجارة وأن الشعب كله غاية في الغضب  من الاحتلال من  القمع الاسرائيلي من كل شيء  .


وكغيري من اطفال الحجارة في حينه  كنت أخرج مع  اطفال الحارة نلقى الحجارة على جنود الاحتلال , نشعل النيران في اطارات السيارات ونغلق الشوارع ونعلق الاعلام الفلسطينية على اسلاك الكهرباء ، كان العلم بالنسبة لنا يمثل كل شيء في حياتنا  حاضرنا ومستقبلنا وكم من شاب  سقط شهيداً  ليرفع  العلم الفلسطيني  منهم من سقط برصاص الجنود الذين كانوا لا يطيقوا  رؤية العلم  الفلسطيني ومنهم من مات مصعوقاً  بالكهرباء اذ كان بعض الشبان يتسلقون أعمدة الكهرباء لتعليق العلم الفلسطيني عليه بطريقة مناسبة تجعله خفاقاً  دائماً.


وكوني كنت  من اطفال الحجارة  التي لم يسلم الاحتلال منها ابداً لم اسلم أنا ايضاً  من رصاصهم واعتقالهم  ، فاعتقلت أول مرة وأنا في الثالثة عشر من عمري  لا اتذكر التاريخ بالتحديد ولكني اتذكر كيف طاردنا جنود الاحتلال بحجارتنا ونحن عائدين من مدارسنا  وكيف طاردونا وطاردوني تحديداً  الي أن اعتقلوني ، كان يوما ً عادياً  في اوله  ولكنه تحول الي يوم مرعب اذ انهينا يومنا الدراسي  في المدرسة وخرج جموع الطلبة ككل يوم  ننتظر مرور اي سيارة  جيب عسكرية تابعة للجيش الاسرائيلي او سيارة من سيارات المستوطنين لنرشقها بحجارتنا  وما هي الا دقائق من الانتظار  فمر بعدها  جيبان للجيش الاسرائيلي أمطرناهم بحجارتنا فتوقفوا ونزلوا يركضون خلفنا  وهم يطلقون الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع  فهربنا  بالطبع كل واحد منا في مكان متفرقين   أحتميت انا في احد المنازل وما أن دخلته  دخل الجنود خلفي اذ رؤوني وانا داخل فركضت في الجهة الأخرى من المنزل وقفزت عن السور الذي يطل على شارع أخر  واخذت اركض وبالطبع اتبعوني الجنود قافزين خلفي عن السور وأخذوا يركضون خلفي  وهم يصرخون علي قف قف لما أعير اهتمام لصراخهم واخذت اركض وحين اقتربت من نهاية الشارع وتهيأت للالتفاف في شارع اخر لأتواري عن الانظار ، اطلق الجنود علية رصاصة واحدة  فخفت ووقفت .وما هي الا ثواني  حتى وصل الجنديين  إلي فحملوني كلاً  من قدم وأخذوني الي سيارة الجيب التي كنا نطلق عليها في قطاع غزة اسم "البور" . 


في "البور" عاملوني معاملة استغربت منها لم اتوقعها ابداً  وقد كنت أرى من قبل كيف كانوا يلقون الشبان والأطفال في البور رميا ً ثم يدسون عليهم باقدامهم وكانوا طوال الطريق يضربونهم ركلاً  بالاقدام أو بالهروات ، أما أنا فكانت المعاملة بالنسبة لي مختلفة لقد اجلسوني على الكرسي دون ان يضربني احد منهم وغير ذلك ألبسوني الطاقية الواقية للرأس " الخوذة " حتى لا يصيبني اي اذى جراء الاحجارة التي يمطرها الاطفال والشبان عليهم طوال الطريق  الؤدي الي  مقر المجلس التشريعي   في قطاع غزة حالياً وسابقاً  وقد كان يحمل نفس الاسم في السابق منذ ايام الحكم المصري للقطاع اذ شكل المصريين مجلساً  تشريعياً  لاهل قطاع غزة  وبنوا له المقر الذي احتجزت فيه .


في المجلس التشريعي  وجدت 14 عشر طفلاً  محتجزين مثلي كان اصغرنا  واسمه محمد في الصف السادس وكنت انا في الصف السابع ( الاول الاعدادي ) هناك تناوب الجنود علينا واحد تلو الأخر أما يضربونا أو يسألونا  كان ضربهم  صفعا ً على وجوهنا بالكف أو ركلاً  بالاقدام وكانوا يسألونا عن اسماءنا ومكان سكن كل واحد منا لم يسألونا ان كنا رشقناهم بالحجارة أم لا هذا الأمر يبدو ليس مهم بالنسبة لهم المهم هو أن لديهم بضع اطفال يتسلون في ضربهم وأن  يدفع ولي أمر كل طفل منا كفالة مقدارها 500 شيكل لكي يخرجونا .


 في كل نصف ساعة كان يأتينا جندي ويسألنا اغلبهم كانوا لايجيدون العربية وكانوا يسألونا باللغة العبرية ، وكنت أنا و محمد من المحظوظين الي حد ما ففي الصف السابع بدأنا تعلم اللغة العبرية اذ كنت ادرس في مدرسة حكومية رغم أني لاجئ ولكنها كانت أقرب من مدارس وكالة الغوث الي بيتي وكنت اعرف ان اجيب عن مكان سكني واسمي باللغة العبرية ، ومحمد كان يتيما ً وكان يدرس في معهد الايتام ولذا تعلم العبرية من الصف الخامس بحسب ما هو متبع بالمعهد هناك ،بخلاف باقي الأطفال الذين لم يدرسوا العبرية  اذ هم يدرسون في مدارس وكالة الغوث وهناك لا يدرسوا العبرية أو غير متفوقين في المدرسة سألوني إيفو  اتا جار " وما شم خا  اي اين تسكن وما اسمك ما ذكرني باللغة العبرية وحديثهم الينا  هو محمد اذ كان عندما يتحدث العبرية يتحدث بسرعة  وبتحريف بعض الكلمات العربية بطريقة مضحكة  وكان كلما اتى جندي يسألنا كان يقول له (  لما أني بو أني بيت تونيم بعزة شارع الوخدة ) أي  كان يسألهم لماذا أنا هنا انا من بيت الايتام بغزة شارع الوحدة وكان الجنود كلما قال هذه الجملة التي يبدو  أنه لا يعرف غيرها يضحكون ويضحكون لخلطه بين اللغة العربية والعبرية  اذ كان يقول  " شارع الوخدة " بالعربية  مع تغير حرف الحاء الي الخاء لتبدو كالعبرية وكانت كلمة شارع بالعربية كما هي .


بقينا على هذا الحال  ساعات  حتى اتى المساء فأتانا أحد الجنود وصفنا في طابور واخذ يحدثنا ويتصرف على أنه ظابط كبير يلقي بتعليماته على جنود تحت امرته .


من كل الكلام الذي قاله لا اتذكر شيء سوى خيارته التي عرضها علينا  اذ قال لنا أما  أن تقوموا بتنظيف المجلس التشريعي كله أو يدفع اولياء أمورنا مبلغ الكفالة ال500 شيكل فوافقنا على الفور بتنظيف مقر المجلس التشريعي ، ولكن لسوء حظنا عرضه هذا كان متأخراً  اذ كان الليل قد عم المكان ورفض هو أن نقوم بهذه المهمة مساءا  ً وقال لنا انتظروا الي الصباح وبالطبع مالنا خيار غير الانتظار ،  واخذ النعاس يغلب علينا فنمنا في الغرفة  التي وضعونا فيها وما هي بغرفة بل كانت استراحة أو محطة اذ لم يكن لها باب وكانت جرانها تشكل  متوازي مستطيلات ينقصه مستطيل يعتبر هو الباب  ، نمنا على مقاعد خشبية تشبه الموجودة في الحدائق أو المستشفيات مقاعد طويلة  نمنا عليها دون غطاء  وكان الجو دافئا ً الي حد ما  ولكن لا شك أن ساعات الصباح الأولى تكون باردة فاستيقظنا  من نومنا جميعاً  مبكراً  ، وجاء لنا رجل عربي  كبير في العمر كان يبدو أنه في العقد السادس من عمره وكان يعمل هناك كعامل نظافة  قال لنا هيا يا ابنائي نقوم بتنظيف المكان فخرجنا معه  ،كانت الارض مليئة  بالأوساخ في كل مكان وكانت ايضاً  مليئة بالرصاص  في بادئ الأمر فكرت أن اخذ كمية من الرصاص اخبيها في بنطالي  ولكني خفت كغيري من الاطفال وخصوصاً  بعد تحذير الرجل العربي لنا من أن اخذ الرصاص تهمة كبيرة قد تتسبب في سجننا سنوات طويلة  .


 أثناء تنظيفنا للمكان  وصلنا انا وزميل لي من الاطفال الي خيمة قررنا أن ندخلها لننظفها عملاً  بتعليمات الرجل العربي وخوفاً  من تهديدات  الجندي الذي امرنا بتنظيف المكان دون استثناء وما أن دخلنها رأينا جندي ومجندة  ينامون بجوار بعضهم البعض وقد جردوا انفسهم من ملابسهم على ما ظننت اذ كان الغطاء يغطي جسمهم السفلي وأما الجزء العلوي فقد كان ظاهراً وكانوا عراة ، عندما دخلنا استيقظ الجندي على صوت خطانا أو أنه كان مستيقظاً  وما أن رأنا صرخ بنا  لنخرج فخرجنا خائفين من علامات الغضب التي بدت ظاهرة على وجهه   .


أنتصف النهار ومع انتصافه كنا قد امضينا 24 ساعة  محجوزين في مركز المجلس التشريعي  وكنا قد أنهينا  تنظيف المكان  وبانتظار أن يطلقوا سراحنا كما وعدنا الجندي وبدأت أنا افكر بأهلي  هل عرفوا أين أنا ؟ ترى هل اخبرهم أحد أن الجيش اعتقلني ؟  وماذا فعلت والدتي لا شك أنها غاية في القلق علي ؟   . حقيبتي المدرسية القيتها خلفى وانا اركض ترى هل سأجدها مكانها في منتصف اشجار الخروع التي كانت نامية بالقرب من قطعة ارض غير مسورة ومهجورة؟ هكذا بدأت اتهيئ لاستعيد حياتي الطبيعية اليومية من خلال تفكيري هذا وفجأة ودون مقدمات جاءنا جندي وقال لنا هيا اخرجوا "لخ لبيتك " اذهبوا الي بيوتكم فمشينا وكان الجندي  الذي لم يصطحبنا الي البوابة كان قد اشترط علينا الا ننظر الي الخلف  فسرنا  حتى وصلنا البوابة وكان هو في تلك اللحظة واقف ينظر الينا من بعيد اذ رأيته عندما استدرت أكلم الجندي حارس البوابة  وكنت اخشى أن يمنعنا من الخروج خصوصاً  ان الجندي لم يصطحبنا  ولكنه لم يفعل اذ كان على علم مسبق بخروجنا  ففتح لنا البوابة وخرجنا  وخرجت أنا لا ادري اين اذهب وفي اي طريق امشي المسافة الطويلة من المجلس التشريعي الي بيتنا اذ هي حوالي 2 كيلومتر ، ولم يكن معي نقود لأركب تكسي وخجلت أن اركب  في تاكسي على أن يدفع له والدي الاجرة عندما اصل الي البيت  فأتخذت قراري على المسير وبدأت أمشي  .


في الطريق الي البيت  كانت الاسئلة التي سألتها لنفسي قبيل اطلاق سراحنا قد غزت تفكيري مرة أخرى    فقررت أنا اسير في طريق المدرسة حتى استرد حقيبتي المدرسية التي القيتها هناك وكنت اتوقع أن اجدها كما هي كون الشارع غير مزدحم بالمارة وكوني القيتها في مكان مهجور  .،


وصلت الي المكان الذي اعتقلت فيه واخذت ابحث عن الحقيبة فلم اجدها   ، حزنت كثيراً  بلاشك على الحقيبة اذ سأضطر لاعادة كتابة كل ما أخذنا في المدرسة طوال الايام التي درسناها سابقاً  ولكن بالطبع ما باليد حيلة وما علية الا ان اعود للبيت فسرت  الي أن وصلت الي البيت  وكان باب البيت مفتوحاً  دخلت واذ بأمي تجلس   في صالون البيت  وما أن رأيتها أخذت بالبكاء  فقامت امي مسرعة  تقبلني وتقول لي الحمد لله على السلامة سالتها هل كنتوا تعرفون أين انا طول  تلك الفترة فقالت أمي نعم لقد بلغنا ابن الجيران اذ رآهم وهم يعتقلوك واحضر حقيبتك التي القيتها وأنت تركض  ، وانا اتيت الي المجلس التشريعي ورأيتك من بعيد ولكنك لم تراني وقد منعوعنا أنا و النسوة من رؤيتكم ولم يسمحوا لنا بأخذكم فابتسمت وتذكرت أنني رأيت إمرأة من بعيد تنظر الي وشعرت بانها امي ولكني لم اميزها  .


 *قريباً  اعتقالي في المرة الثانية والحكم علية في المحكمة العسكرية  

الجمعة، 7 ديسمبر 2007

ما اقبح أن يكذب الشيخ الجزء الاول

عندما كنا اطفال  ، وكنا نضطر  الي الكذب بعفوية وطفولية احياناً  ويكتشف ذلك من أمهاتنا أو أباءنا أو معلمينا  كانوا على الفور يوبخونا ويهددونا بعذاب الله في النار قائلين  لنا الجملة الشهيرة  " الي بيكذب الله بحطه  بالنار  "  هذه الجملة  الشهيرة   تعبر عن الثقافة الاسلامية لمجتمعنا الفلسطيني  أوحتى عن الثقافة المتدينة اذ قد تقال الجملة ذاتها  للطفل المسيحي من قبل ابوه أو من قبل معلمه في المدرسة  ، فالكذب في المجتمعات المتدينة سيقابل بعقاب من الله و اسلاميا ً يعتبر الكذب  كبيرة من الكبائر وقد نهى الله عنه ورسوله  محمد (ص )  


وحتي في المجتمعات غير المتدينة  قرأنا  كثير من القصص  التي تنهي الاطفال عن الكذب لانه قد يستبب في مشاكل جما وقد يعتاد الناس على كذب شخص ما فلا يصدقوه حين يكون صادقاً 


فقد يقول أن حريقاً  يشتعل في مبني ما  ويكون صادقاً ونتيجة لاعتياد الناس على كذبه  لا يصدقوه مما يسبب كارثة  .


اذا الكذب في كل المجتمعات  على اختلاف ثقافتها يعتبر عمل قبيح أو عادة قبيحة  يقوم بها المراهقين أو  كبار السن النصابين . 


وفي المجتمعات المتدينة اسلامياً اكثر الناس نهياً  لناس عن الكذب هم الشيوخ، ونتيجة لذلك اعتاد الناس أن يثقوا بالشيوخ اكثر من غيرهم اذ  من غير المعقول ان يكذب أكثر شخص  ينهى عن الكذب  ولذا إن كذب الشيخ فهو ليس كغيره وغلطته كما يقولون بألف . 


فكيف اذا كذب الشيخ (المجاهد) كما يسمي  أبناء حماس قادتهم ؟ فهل يوجد أقبح من ذلك ؟.


بالامس نقلت هنا في مدونتي  خبراً  دون ان اعلق عليه بكلمة واحدة على غير عادتي اللهم الا العنوان اذ كتبته  بحسب ما شعرت عندما قرأت الخبر  فالخبر غني عن اي تعليق وكان فحواه


أن منظمات حقوق الانسان الفلسطينية مجتمعة اصدرت بيان ادانت فيه سلوكيات حماس في السيطرة على مجمع المحاكم في قطاع غزة وتجاوزها للقانون  وحلها لمجلس القضاء الأعلى  والكثير من التجاوزات القانونية   يمكن قراءته بالضغط هنا وقد كنت اتوقع أن لا تعلق حركة حماس على البيان وعلى المؤتمر الصحفي الذي  عقدته منظمات حقوق الانسان  لأنني بصراحة  لا اجد عند حماس حجج  أو مبررات تبرر بها ما فعلت  ولم اتخيل أن ناطقي حماس الاعلاميين سيحرفوا بعض الكلمات الواردة في البيان وأن يضيفوا عليه بعض العبارات كذباً  وتلفيقاً  رغم وضوحه ، وقد تفاجئت نعم تفاجئت عندما قرأت اليوم رد  الشيخ المجاهد سامي ابو زهري  اليوم على منظمات حقوق الانسان الذي يمكن قراءته بالضغط هنا  اذ  كذب شيخنا المجاهد حين قال أن منظمات حقوق الانسان دعت من خلال بيانها لعصيان مدني  وانها خرجت عن حياديتها التي  أنتم أول من أشاد بها حين تلقفت وسائل اعلامكم  كلمة للدكتور راجي الصوراني مدير  مركز الميزان لحقوق الانسان عن الأمن والأمان وكذب  شيخنا الجليل حين قال أن البيان فيه  دعوة للاضراب الذي يعتبر ايضاً  حق من حقوق الانسان  وما في البيان سوى دعم منظمات حقوق الانسان لتعليق للعمل قائم  اصلاً  وليس دعوة للاضراب وشتان بين  معنى دعم تعليق  العمل القائم وبين الدعوة للاضراب   ثم  كيف تتعامل منظمات حقوق الانسان  مع التجاوزات القانونية التي تقوم بها حركة حماس في غزة  يا سيد سامي ابو زهري  اذ انك اعتبرت بيان الادانة دعوة لعصيان مدني  ودعوة لاضراب هل تريد منها أن توافق على تلك التجاوزات أو ان تسكت  لتصبح حيادية  ومهنية  .


ثم إن اسألتك التي طرحتها على منظمات حقوق الانسان ليس من شانها الاجابة عليها وقد اصدرت هذه المؤسسات اكثر من مرة مناشدة وادانة لتعطيل العمل في المحاكم في غزة وكان الأولى أن تجيب أنت وحركة حماس عليها  بخطوات ضمن القانون لا بخطوات تتجاوز فيها القانون و اسقلال القضاء ولا ان توجهها لمنظمات حقوق الانسان فاقدة الصلاحية في الاجابة عليها ، ولا تنسى يا استاذ سامي ابو زهري أن تعطيل المحاكم ناتج  عن الوضع غير القانوني  لقطاع غزة وحكومتها بعد الانقلاب العسكري  وكان الأحرى لكم  أن تفكروا بكل تلك المشاكل التي  أوقعتونا بها كمواطنين نعيش في غزة قبل اقدامكم  على  خطوة الانقلاب. 


واخيراً  اقول لك يا أخ سامي ابو زهري لا تكذب الي " بيكذب الله بيحطه بالنار " .    

الخميس، 6 ديسمبر 2007

حماس: من حولكِ الي قوة احتلال؟

ليس غريب أن تسمع ان قوات الاحتلال اطلقت النار على شابين فلسطينين بعد الافراج عنهم بساعات حدث هذا مراراً   من قبل جنود الاحتلال  الاسرائليين   ولعل استشهاد   الشهيد القائد أحمد ابو الريش أحد قادة حركة فتح وجناحها العسكري بعد ساعات  من الافراج عنه في حادثة اغتيال جبانة  نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي  في مخيم خانيونس عام  94 أشهرها.


وليس غريب أن تسمع أن قوات الاحتلال  هدمت منزل  شهيد من شهداء الانتفاضات الفلسطينية لانه نفذ عملية ضدها   كما من الطبيعي قراءة  أخبار فرض اسرائيل الضرائب الباهظة على  التجار الفلسطينين ولعل المصادرات ومنع التجول الذي تعرضت له مدينة بيت ساحور في الانتفاضة الفلسطينية  الأولى  اشهرها .


اعتدنا على سماع  تلك الأخبار التي تتحدث  عن بطش وقمع وقتل الفلسطينين  من قبل قوات الاحتلال  حتى أنه لا تكاد تخلو جريدة  او موقع  الكتروني اخباري عن مثل تلك الأخبار   أو تصريح  من تصريحات جنرالات الحرب الاسرائيلية  يدعو جيشه لتعامل بكل قسوة مع الفلسطينين   أو خبر يقول  قوات الاحتلال تداهم عرس شاب فلسطيني وتعتقله  كل ذلك  من أخبار قمع قوات الاحتلال  للفلسطينين  وكلها   ينظر لها الفلسطيني نظرة طبيعية بسبب نظرته أصلاً  لقوات الاحتلال على أنها قوات احتلال ,  ولكن من الغريب والمدهش   أن نسمع اخبار  وممارسات شبيهة تحدث اليوم في غزة  من قبل حركة فلسطينية   تقول أنها  حركة مقاومة فلسطينية  تسعى لتحرير فلسطين   وتدعو لنشر تعاليم الاسلام , لا شك  ان الامر  مخزي جداً  وعار على الشعب الفلسطيني   مثل تلك الأخبار   التي  اصبح لا تخلو جريدة او موقع الكتروني اخباري  منها  ولو أخذنا  اليوم على أنه عينة عشوائية  لنرى مدى  تكدس مثل تلك الاخبار التي  تتحدث عن بطش وقمع حركة حماس للفلسطينين سنرى العجب العجاب  وسنرى أن حماس ماهي الا قوة احتلال  تتطابق  معه في السلوك التصرفات  وحتى التصريحات وستجد مثلاً  قوة من حماس تقتحم حفل زفاف في مخيم يبنا  في مدينة رفح  وتقوم بتكسير الكراسي على من فيه    هذا خبر حدث  مساء أمس  في مدينة رفح سلوك تكرر كثيراً  وهذا الفيديو يظهر أحداها 





 

 

 

 

واليوم أيضاً  خبر يفيد ان قوة من   شرطة حماس في قطاع غزة  اطلقت النار على الشابيين يوسف محمد النونو وابراهيم محمد النونو بعد ساعات من الافراج عنهم بعد اعتقال دام ثلاثة ايام    الأمر الذي أعادني الي حادثة اغتيال الشهيد أحمد ابو الريش  بعد ساعات من اعتقاله عام 1994

 


والامّر والادهى من هذا كله  خبر تدمير جرفات حماس  منزل أحد قيادي في كتائب شهداء الأقصى  في مدينة رفح وهو الشهيد اياد عاشور الذي قتل في احداث الانقلاب في حزيران الماضي برصاص حماس


   

فما ذنب  الاطفال يا حماس ابناء اياد عاشور الذين حرمتيهم  من ابيهم وحرمتيهم من بيتهم    وماذا فعل بكم اياد عاشور  لتحقدوا عليه الي هذا الحد حتى في مماته لتدمر جرفاتكم منزله المكون من طابقين في مشهد يعيد للاذهان تدمير قوات الاحتلال  لمنازل المواطنين في رفح ايضاً 

احكمي بنفسك يا حماس على أخبارنا اليوم وعلى اخبارنا بالامس   واجيبي أنت بنفسك الا تري في نفسك قوة احتلال ؟

   شخصياً كل ما اراه اليوم واسمعه عن تصرفاتكم وسلوككم في غزة  كل قصة تعيدني الي وراء عدة سنوات اذ  تتطابق مع  أخبار قمع الاحتلال ففرض الضريبة الباهظة على السجائر الي أن وصلت علبة السجائر الي  7 $ وعلبة معسل الأرجيلة الي  25 $  تذكرني   في مدينة بيت ساحور التي تعرضت لقمع قوات الاحتلال حين رفض تجاهرها دفع الضرائب البا هظة  وحادثة اطلاق النار على الشابين من عائلة النونو  بعد ساعات من الافراج عنهم تذكرني بحادثة اغتيال الشهيد احمد ابو الريش وحادثة  اقتحام الفرح وتكسيره على من فيه  تذكرني بحادثة اقتحام فرح فلسطيني في بيت لحم قبل عدة شهور واعتقال العريس من قبل جيش الاحتلال 

فإن وجدت  نفسك انك تتطبقين القانون فقانونك هو قانون احتلال   وهو خرق لكل القوانين كما اعلنت بالامس منظمات حقوق الانسان  وإن وجدت نفسك  مازلت حركة وطنية فأنت في نظرنا لست كذلك لأننا   كلما قرأنا أو سمعنا  أو رأينا تصرفاتك تذكرنا الاحتلال وتصرفاته فأنت في اذهاننا مثل الاحتلال   وإن  كنت صادقة  مع نفسك ووجدت نفسك أنك تحولتي الي قوة احتلال  فعيدي حساباتك مرة أخرى وابحثى عمن حولك الي قوة احتلال تمارس قمع الاحتلال في حق الفلسطينين وكوني صادقة  في تشخيص  من هذا الذي حولك ،فنظرية المؤامرة لا تجدي نفعاً  هنا لأن الذي حولك هو  منك ومن قادتك     

التغير والاصلاح وتطبيق القانون على طريقة الحمساوية تفنده منظمات حقوق الانسان

منظمات حقوق الإنسان تدين الاستيلاء على مجمع المحاكم

 

بأشد التعبيرات الممكنة، تدين منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية الموقعة على هذا البيان الاعتداء الذي تعرض له مجمع المحاكم النظامية في قطاع غزة واقتحام مكتب رئيس مجلس القضاء الأعلى، رئيس المحكمة العليا، من قبل رئيس وأعضاء "مجلس العدل الأعلى" الذي سبق وأن شكلته الحكومة المقالة في غزة بصورة غير قانونية وتتناقض مع القانون الأساسي للسلطة الوطنية الفلسطينية.  وتدعو منظمات حقوق الإنسان الحكومة المقالة إلى التراجع فوراً عن قرارها غير القانوني بالاستيلاء على الجهاز القضائي المدني في قطاع غزة وتحملها المسؤولية الكاملة عن المساس بالسلطة القضائية وتدميرها لصالح إقامة أجسام قضائية غير قانونية وغير مستقلة.

 

وحسب الحقائق والمعطيات التي توفرت من مصادر مجلس القضاء الأعلى، ففي حوالي الساعة 01:00 من بعد ظهر يوم الاثنين، الموافق 26/11/2007، توجه القائمون على "مجلس العدل الأعلى،" وعلى رأسهم رئيس المجلس عبد الرؤوف الحلبي، إلى مجمع المحاكم النظامية في غزة، والتقوا نائب رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار يحيى أبو شهلا.  وقد أبلغ الحلبي المستشار أبو شهلا بـ: 1) أنه منذ تلك اللحظة فإن كافة القضاة والموظفين العاملين في المحاكم النظامية في قطاع غزة يجب أن يخضعوا لأوامره وتوجيهاته بصفته رئيس "مجلس العدل الأعلى؛" و2) أنه يطلب استلام مفاتيح مكتب رئيس مجلس القضاء الأعلى لمباشرة مهام عمله.  وقد رد المستشار أبو شهلا بإبلاغهم بعدم شرعية قرارهم وصفتهم وأكد أن ما يقومون به هو مخالف للقانون والدستور، وأنه يرفض الانصياع لهم.  ومن ثم غادر الحلبي وزملاؤه  مكتب المستشار أبو شهلا وتوجهوا إلى مكتب رئيس مجلس القضاء الأعلى وأمروا أحد الموظفين بفتحه.  وقد حضرت قوات كبيرة من الشرطة وانتشرت في مجمع المحاكم.  وفي أعقاب ذلك، غادر القضاة والموظفون المبنى، وأعلن مجلس القضاء الأعلى تعليق العمل في المحاكم النظامية بقطاع غزة لأجل غير مسمى.

 

ومنذ ذلك الحين، وإدراكاً منها لخطورة ما يحدث من تطورات، تدخلت منظمات حقوق الإنسان، وبصورة غير مسبوقة، وبذلت جهوداً حثيثة ومكثفة لإنقاذ القضاء المدني من الانهيار التام وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وتجنيب السلطة القضائية انعكاسات الصراع السياسي القائم.  وعلى مدى الأيام العشرة المنصرمة، أجرت المنظمات اتصالات مكثفة مع الحكومة المقالة بمستويات مختلفة، بمن فيهم السادة رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ووزير العدل ورئيس اللجنة القانونية في المجلس التشريعي والمستشار القانوني لرئيس الوزراء.  وفي المراحل الأولى من تلك الاتصالات، لمست المنظمات توجهات إيجابية حيث تمخض عنها تفاهمات أولية بالاستعداد للتراجع عما تم من إجراءات غير قانونية، مقابل التعهد من قبل المنظمات بالعمل من أجل حل عدد من الإشكاليات القانونية القائمة  في السلطة القضائية.  وأجرت المنظمات، بالمقابل، اتصالات مكثفة مع مجلس القضاء الأعلى الذي أبدى بدوره مسؤولية عالية وتعاملاً إيجابياً مع المبادرة لتسوية المشاكل المذكورة.

 

ولكن للأسف الشديد، لم تلتزم الحكومة المقالة بالتفاهمات الأولية، وقد بدا لنا أنها غير جادة في التوصل إلى حل إلا وفقاً لما تراه هي، وأنها غير معنية بالتراجع عن إجراءاتها غير القانونية، خاصة وأن الوقائع على الأرض تشير إلى أن "مجلس العدل الأعلى" في سباق مع الزمن لإحكام السيطرة الكاملة على الجهاز القضائي، حيث بسط سيطرته أيضاً على كافة المحاكم النظامية في القطاع.  كما وجه "مجلس العدل" رسائل إلى القضاة يدعوهم فيها للعودة إلى عملهم، وهو ما رفضوه بالكامل، حيث أنهم يلتزمون جميعاً (48 قاضٍ) وكافة الموظفين الإداريين بتعليق العمل المعلن.

 

وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن هذا الاعتداء الخطير هو تتويج لسلسلة من الإجراءات والخطوات غير القانونية التي قامت بها الحكومة المقالة في غزة للمساس بالسلطة القضائية وبنظام العدالة القائم في السلطة الوطنية الفلسطينية، كان أبرزها:



  • قرار وزير العدل المكلف بتاريخ 14/8/2007 بتوقيف النائب العام عن العمل على خلفية الادعاء بعدم استكمال إجراءات تعيينه كنائب عام، وهو قرار غير قانوني وأن لا صلاحية للوزير للمساس باختصاص وصفة النائب العام الذي يمارس عمله وفقاً للقانون.



  • أقدمت القوة التنفيذية بتاريخ 16/8/2007 على اقتحام مقر النيابة العامة في غزة والاعتداء على النائب العام واحتجازه ووكلاء ورؤساء النيابة.



  • تعيين نائب عام مساعد ووكلاء ومعاوني نيابة جدد بطريقة غير قانونية، يمارسون صلاحية النائب العام ومعاونيه منذ تاريخ 29/8/2007.



  • تشكيل ما يسمى "مجلس العدل الأعلى" بقرار صدر عن مجلس الوزراء في الحكومة المقالة بتاريخ 4/9/2007 والمصادقة على تنسيب أعضائه برئاسة المحامي عبد الرؤوف الحلبي بتاريخ 11/9/2007.  وهو مجلس غير قانوني ويغتصب صلاحيات مجلس القضاء الأعلى المشكل والقائم وفقاً للقانون، وأن لا صلاحية للحكومة المقالة بتشكيله.



  • تعيين قضاة جدد بطريقة مخالفة للقانون.



  • يضاف إلى ذلك أيضاً الاستفزازات الموجهة من قبل الأجهزة الأمنية ضد السلطة القضائية والقضاة.



 

وسبق تلك الخطوات قرار اتخذته القيادة الفلسطينية في رام الله بوقف عمل الشرطة المدنية وبوقف عمل النيابة العامة في غزة، وقرار مجلس القضاء الأعلى بوقف تنفيذ الأحكام وبعدم جباية الرسوم القضائية بعد أحداث يونيو واستيلاء حركة حماس على القطاع.  وفي حينه تم التحذير من خطورة ذلك على نظام العدالة والسلطة القضائية، في ضوء تعطيل عمل النائب العام ومأموري الضبط القضائي، مع التأكيد أن الضحية في نهاية الأمر هو مصالح المواطنين كافة.  كما تم التحذير بأن من شأن ذلك القرار أن يمهد السبيل وأن يدفع باتجاه إقامة أجسام قضائية بديلة من قبل الحكومة المقالة في غزة.

 

إن منظمات حقوق الإنسان، وإذ تجدد إدانتها الشديدة للاعتداء على مجمع المحاكم النظامية في قطاع غزة فإنها:

 

1.      تؤكد بأن استقلال السلطة القضائية المدنية هو صمام أمان للمجتمع ينبغي الحفاظ عليه في كل الظروف والأحوال وأن البديل عن ذلك هو الغرق في شريعة الغاب.

2.      تطالب الحكومة المقالة في غزة بالتراجع الفوري عن هذه الخطوة الخطيرة وغير القانونية والتي من شأنها أن تدمر السلطة القضائية.

3.      تدعم بالكامل موقف مجلس القضاء الأعلى بتعليق العمل في المحاكم النظامية، وتدعم بالكامل أيضاً موقف نقابة محامي فلسطين بتعليق عمل المحامين.

4.      تحمل الحكومة المقالة المسؤولية الكاملة عن تبعات الانهيار في السلطة القضائية وما يعنيه من تعطيل لمصالح المواطنين كافة.

5.      تؤكد أن إجراءات تعيين القضاة الجدد  المعينين من قبل الحكومة المقالة، على الرغم من اجتيازهم لامتحان القضاة الذي أشرف عليه مجلس القضاء الأعلى، مخالفة لقانون السلطة القضائية الذي يقضي بتنسيبهم من مجلس القضاء الأعلى وإصدار مرسوم رئاسي بتعيينهم، وهو ما لم يتم حتى الآن. 

6.      تذكر بأن السلطة القضائية هي التي سبق وأن انتصرت لحركة حماس نفسها في كثير من القضايا التي شكلت منعطفات أساسية في النضال من أجل سيادة القانون وفي مواجهة تعسف السلطة التنفيذية آنذاك، بما في ذلك قضايا الاعتقال السياسي وإغلاق الصحف وإغلاق الجمعيات المحسوبة على الحركة.

7.      ترى أن هذا الاعتداء الجديد كان مدبراً وأنه لا يمكن فهمه إلا بوجود غطاء سياسي من الحكومة المقالة في غزة لاستكمال السيطرة على ما تبقى من مكونات السلطة القضائية، وذلك في إطار الأزمة السياسية التي تعصف بالسلطة الوطنية الفلسطينية.  وقد أحدثت هذه الأزمة شرخاً عميقاً طال مكونات وبنى النظام السياسي الفلسطيني، التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهو ما يؤدي عملياً إلى تكريس الفصل القائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية الفلسطينية.

 

 

 

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان       الهيئة المستقلة لحقوق المواطن

 

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان                                                        مركز الميزان لحقوق الإنسان