الطريق من المجلس التشريعي حيث حجزت الي معتقل انصار في غزة ليست طويلة قد تكون أقل من كيلو متر واحد أو أقل من نصفه ، ولكن الجيب الذي نقلنا استغرق فيها حوالي ربع ساعة لقد قام بجولة تفقدية او تنزهية للجنود الذين يرافقونا ، سار في أكثر من شارع غير مؤدية الي انصار لا ادري لماذا؟ وهي فرصة شاهدت فيها غزة ليلاً منذ أكثر من 4 سنوات عمر الانتفاضة وعمر منع التجول الليلي الذي فرضه الاحتلال مع انطلاقتها.
وصلنا الي معتقل انصار في غزة في حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلاً وهناك ساقنا الجنود الي غرفة تسمى الكبلا أو الاستقبال باللغة العربية على بابها من أوله الي آخره صورة إمرأة ترتدي ملابس الاستحمام في البحر( البكيني) أوقفنا الجندي قبالتها وقال لنا الآن سندخلكم اليها لنرى ماذا ستفعلون معها ؟ لم يعلق اي منا بكلمة واحدة بقيني صامتين كما كنا طوال الطريق مقيدين الأيادي من وراء ظهورنا ومعصبين العيون بإستثنائي .
أنا بديت اكثر أطمئناناً لوجود الشبان المعتقلين مثلي و معي ، هذا وضع نفسي أفضل من قبل اذ كنت وحدي بالحمام الذي احتجزوني فيه فترة طويلة وكما يقال الموت مع الجماعة رحمة ، رغم ذلك كان التفكير بأهلي يشغل الحيز الأكبر من عقلي وكان السؤال الملح علىّ هل عرفوا أهلي بإعتقالي كان هذا السؤال يطرق جدران عقلي ، لم أشعر بالجوع ابداً رغم عدم تناولي لطعام منذ سحور أمس ، ولم أفكر بمعنى الجملة التي قالها لنا الجندي ابداً ، لقد شغلني كثيراً التفكير بأمي كأي طفل يفارق أمه ويعى أنه في المجهول .
بقينا على هذا الحال اكثر من ساعة ونصف امام الباب الملصق عليه صورة المرأة شبه العارية ننتظر ماذا سيحل لنا وماذا سيفعلوا بنا ، كان الجنود يغادرون من حجرة مجاروة بأوراق ويعودون بأوراق يبدو انها اوراق تخصنا اذ كان يتخلل ذهابهم ايابهم بعض الاسئلة لنا كانت تتركز على بيناتنا الشخصية ، بعد ذلك فتح الجندي الباب وادخلنا داخل الغرفة التي كانت فارغة تماماً سوى من صندوقين كرتونيين ممتلأن بالملابس التي تخص المعتقلين أحدها مخصص للبناطيل والأخر للقمصان ، في داخل الغرفة قام الجندي بقص المرابط التي تقيد ايادينا , وقام بفك العصبة التي عصب فيها عيون الشبان الآخرين ، وبعدها ابتعد قليلاً عنا وأمرنا بأن نخلع كل ملابسنا بإستثناء الداخلية منها ، لم نفعل على الفور اذ اخذنا ننظر الي بعضنا البعض ، فصرخ في وجوهنا هيا أخلعوا ملابسكم ستأتي الفتاة بعد قليل هيا ، وبدأنا نخلع ملابسنا وبقينا في الداخلية منها ثم نادى الجندي جنود أخرين واخذوا يضحكوا علينا قائلين لنا الفتاة في الطريق اليكم سنرى ماذا ستفعلون معها ؟
بعد نصف ساعة تقريباً يبدو أن أحد ظباط الجيش قد وصل اذ بدت علمات الجدية في العمل تظهر على الجنود وأمرنا احدهم بأن نبحث عما يناسبنا من القمصان والبناطيل الموجودة في الصناديق الكرتونية وان نرتديها ، فأخذ الشبان يستصلحون منها افضل الملابس التي تناسب مقاسهم أما انا فلا يوجد منها ما يناسبني لصغر سني وبالتالي حجمي فكان بحثي يتركز على أن أجد مقاسي لا أن اجد الأفضل وما بيدي حيلة فأرتديت اصغر الموجود وكان البنطال كبير علىّ وكان منطري فيه مضحك.
حملنا ملابسنا الأصلية في ايادينا كيفما أمرنا الجندي الذي كان يحمل أكياساً وزعها علينا وأمرنا أن يضع كل واحد منا ملابسه في الكيس الذي اخذناه ففعلنا ثم أمرنا بأن نقلع ساعات ايدينا ففعلنا ، ومن ثم النقود الذي بحوزتنا حتى رباط الحذاء الذي كنت ارتديه امرني الجندي بفكه ووضعه في الكيس ثم قام بعد ذلك بوضع ملصق على كل كيس كتب عليه اسم الشخص صاحب الملابس .
بدأ القلق يساورني و ركُن تفكيري بأهلي جانباً وبدأت أفكر في نفسي :يبدو انني سأظل هنا مدة طويلة ليست كالمرة الاولى حين كنت اصغر بعامين من اليوم ، يومها نظفنا المجلس التشريعي وروحنا لم نرتدي ملابس السجن الكحلية ولم ينقلوني من المجلس التشريعي الي انصار حيث المعتقلين هناك ، ماذا سافعل أن جاء وقت الامتحانات وأنا أسير هنا هل سيضيع العام مني وسيسبقني أبناء صفي بعام وأنا متفوق في دراستي أم ترى سأخرج من هنا ؟
العيد بعد غد !! لا لا العيد غداً لقد بدأ اليوم الجديد ، هل سيفرجوا عني غداً "عشان العيد " ؟ .
لم أطيل بالتفكير كثيراً هذه المرة لمقاطعة الجندي لحبل افكاري حين ثنى يدي وراء ظهري وقيدها بمربط بلاستيكي ثم مسك شريطة بيضاء مخطط بالون الأزرق الفاتح وشدها على عيني وكما فعل معي فعل مع زملائي ثم ساقونا الجنود الي مكان ما يبدو كبيراً ومكشوف اذ شعرت ببرد قارس ينخر في عظمي و عندما وصلنا الي بوابته وضعوا في قدمي سلاسل حديدية قيدت حركتي وتركوني واقف اعترض الرياح الباردة الآتي من خلفي حيث البحر وكم كانت باردة تلك الرياح في فجر نيسان في مكان قريب جداً من البحر لطفل يرتدي قميص السجن الخفيف دون غيره .
بقيت على وقفتي اكثر من ثلاث ساعات أنا وزملائي ، ممنوع لنا ان نحرك رؤوسنا يميناً أويساراً واذا فعلنا كانت هرواتهم تطرق اقدامنا بكل قسوة وعنف ، وبعدها سمعت المؤذن ينادي لصلاة الفجر من بعيد أدركت في خينها أنني لم أتذوق الي الآن الطعام أو الشراب منذ24 ساعة ولكني لم اشعر بالجوع مطلقاً وكأن المعاناة التي عشتها خلال تلك الساعات كانت طعامي وشرابي .
بعد اذان الفجر بنحو نصف ساعة حضر جندي من الجنود بالقرب مني ومسكني من ذراعي بالقرب من كتفي ثم جرّني نحو الشرق وهناك قام بفك القيود التي في قدمي ثم قص المربط الذي يقيد يدي وبعدها قام بفك العصبة عن عيني ، فوجدت نفسي اقف في مواجهة باب حديدي صغير لغرفة صغيرة من الباطون المسلح ، فتح الجندي الباب ودسني فيها ففز شابين كانا فيها مستيقظين من نومهم .
على الفور فهم الشابين أنني الزميل الجديد لهم فرحبوا بي وعرفوني بأنفسهم وعرفتهم بنفسي كان أحدهم واسمه زياد من قرية بني سهيلا جنوب غزة ، شاب في التاسع عشر من عمره طويل قمحي اللون جدي نوعاً ما لكنك تشعر بالأمان منه لمجرد رؤيته ومعتقل من قبل الجيش الاسرائيلي بتهمة الانتماء الي حركة فتح .
أما الآخر فقد كان اسمه محمود وكان على عكسه تماماً ابيض البشرة وقصير نوعاً ما يبلغ من العمر 21 عام وكان خفيف الظل فكاهي لكنه كان عنيد .تهمته الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمشاركة في الانتفاضة .
ما أن جلست بدأوا يعرفوني بالمكان بدأ محمود بالقول : هذه زنزانتنا وهذا هو مكان نومي انا وهذا مكان نوم زياد أما أنت فسيكون مكان نومك هنا ، وكانت الزنزانة بعرض 3 أمتار وطول مترين أي موزعة لكي يحصل كل شخص منا على مساحة متر عرض في طول مترين . أكمل محمود قائلاً :هذا هو الحمام ، وكان عبارة عن دلو صغير موضوع في زاوية الزنزانة القريبة من الباب، نظرت الي الزنزانة نظرة عابرة والي جدرانها الممتلئة بالاسماء المكتوبة عليها بقشر البرتقال والي الحمام أو الدلو وقلت لمحمود هل تقضون الحاجة هنا كيف في هذا الدلو ؟ ،قال نعم ولكن هذا لتبول فقط واسمه بالعبري بخ ، اما اذا كانت المسألة على ثقيل فكل ما عليك فعله هو أن تدق الباب بعنف وتصرخ بصوت عالي شوتير أني روتسي شروتيم وتعني ايها الشرطي أريد الذهاب الي الحمام فيصطحبك السجان .
أما زياد فقد سألني هل تسحرت قلت له لا ، فمد يده ليتناول شيء من تحت البطانية التي طواها ليعمل منها وسادة فأسرع محمود وقال له مالك يا زلمة الاذان اذن شو نسيت ، ويبدو انه نسي فعلاً لانه رد على محمود قائلاً آه صحيح ، ثم قال لي : أنت بدخن فقلت له لا انا صغير انا مازلت لم اتمم الرابعة عشر من عمري ، استغرب وبدت علمات الاندهاش عليه وعلى محمود ظاهرة ولكنه لم يسألني لماذا أنا هنا ، لأن مثل تلك الاسئلة تثير الشكوك حول السائل ، ثم قال حسناً اذا سألك السجان هل تشرب السجائر قل لهم نعم حتى نقتسم نصيبك أنا ومحمود وكان نصيب الواحد منهم 4 سجائر يومياً فأصبحت بي 6 سجائر.
عشت في الزنزانة 4 أيام تعرفت فيها جيداً على كلاً من زياد ومحمود ، لقد حدثوني عن كل شيء في حياتهم وعن التحقيق وتجربتهم الي الآن مع المحققين ، حدثوني عن حبيباتهم وعن احلامهم للزواج بمن يحبون وعن فلسطين وعن الأمل في تحريرها ، خلال الأيام الأربعة كان ظابط المخابرات يستدعيني للتحقيق على الأقل مرتين في اليوم ، كان التحقيق قاسي جداً بالنسبة لي كان يمسكني من مناطق حساسة ومن شعري ويرميني على الحيط وفي كل المرات كانوا يعصبوا عيوني لكي لا أرى شيء عن المكان الذي يحققون معي فيه سألني الظابط
أنت كنت مع الملثمين من هم هم الذين كانوا معك؟
لا أنا لم أكن مع الملثمين
والبلوزة التي كانت تلف رأسك هي من ملابس الملثمين
لا علاقة لي بها هما الجنود لبسوني اياها .
طيب أوكي
أحد الملثمين اعتقلناه ليلاً وقال أنت كنت معهم
أخضره يتحدث امامي انا لم أكن معهم أقسم بالله أنا لم أكن معهم هو كذاب
أحضره يقول ما قال أمامي
كان كلما أنكرت انتمائي للملثمين ينهال علي بالضرب ركلاً في قدمه وبالهراوة التي بيده وكان يحملني ويركلني بالحيط بكل عنف ، وانا لا ادري ما افعل أنا لم أكن مع الملثمين فعلاً وربما لو كنت لقت أنني كنت معهم من شدة التعذيب في التحقيق ،بدأت انهار رويداً رويداً بفعل الضرب والشبح اذ كانوا يقيدون قدمي يدي من وراء ظهري ويتركوني أما تحت اشعة الشمس نهاراً وأما في البرد القارس ليلاً ، ورغم ذلك لم اقول أنني كنت مع الملثمين ويبدو أنه مثلما أنا انهرت ظابط التحقيق ايضاً أنهار مثلي ولم يعد لديه أي اسلوب ينتزع فيه اعترافي بالانتماء للملثمين ، بعدها ترك قضيتي وسلمها لظابط اخر كان أكثر انسانية ولعل انسانيته مجرد اسلوب لانتزاع الاعتراف
الظابط الجديد اسمه مورس حقق معي في أخر يوم من ايام زنازين التحقيق ، عندما استدعاني لم يقدني لا من قدمي ولا من يدي ولا عصب عيوني
دخلت مكتبه برفقة الشرطي السجان الذي خرج وتركني امام موريس الذي كان يجلس على المكتب ويقرأ ورقة موضوعة على المكتب أمامه يبدو أنها ورقة من اوراق قضيتي .
بسرعة ترك موريس الورقة فور خروج الشرطي وقال لي ليه ما بتقول صباح الخير
فقلت له على الفور صباح الخير
قال لي : أجلس تفضل اجلس على الكرسي ، فجلست
ثم قال لي بصف شو أنت ، قلت في الصف الثالث الاعدادي
شاطر بالمدرسة
نعم آه الحمد لله
بتعرف احنا بنحكي بالعبري عن صباح الخير " بوكر توف "
بعرف ، أنا الي 3 سنوات اتعلم اللغة العبرية في المدرسة
ماذا تعرف باللغة العبرية
أعرف بوكر توف ، عيرف توف ، أفو اتا جار ، ما شم خا , وبعرف أقرا وأكتب كويس
طيب رائع
قلي يا ×××× أنا مابدي اضربك ولا بحب الضرب بس ما تغلبني كثير
شو اسماء الملثمين الي كانوا معك
أنا لم أكن مع الملثمين ، والله ما كنت معهم ، الجنود لبسوني بلوزة الملثمين عندما اعتقلوني وأنا بالجيب
آه يعني لم تكن معهم
آه
طيب أنا مصدقك
بدي اتقلي شو عملت من أول الانتفاضة لليوم
أنا بصف ثالث اعدادي والسنة عنا شهادة وأنا من الطلاب المتفوقين بصحا من النوم الساعة السادسة وبروح على المدرسة بروح على الساعة 12 وبتغدى ....
عندما بدأت اتحدث هذه الكلمات وكنت أود أن اقنعه بأن لا وقت لدي لعمل شيء وأنه انا من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت قاطعني وثار غاضباً وقام بمسكي من مقدمة بنطالي ومن مقدمة شعري وركلني بالحيط بكل عنف ، وقال لي (أنا موش جايبك هون تحكيلي قصة حياتك(
خفت كثيراً منه وقررت ان اقول اي شيء أي شيء أنهي بها هذه المعاناة ، وعندها سارع هو وقال لي أنت رميت حجر على الجيش فقلت بسرعة آه وكأن هذه الكلمة هي طوق النجاة بالنسبة لي كنت اظن أن اعترافي بالقاء حجر على الجيش شيء هين وبسيط وأنني سأخرج بكفالة مالية مقدارها 500 شيكل لصغر سني .
عندما قلت آه ألقيت حجراً على الجيش عاد موريس الي هدوءه . وأشعل سيجارة وقال لي اذن اتفقنا تفضل اجلس , فجلست ومسك هو ورقة وقلم وبدأ يكتب فيها واثناء كتابته سألني
متى القيت الحجر على الجيش
أبتسمت في نفسي وقلت في عقلي لقد ألقيت آلاف الحجارة وايش يذكرني تواريخ ، ولكني ألفت له تاريخ قديم من عقلي اظنه 25/4/1991
كتب موريس ما قلت وعاود وسألني
أنت ألقيت الحجر على سيارة جيش جيب ولا على دورية راجلة بتمشي مشي
قلت له لا على دورية راجلة
قال في أي مكان قلت عندنا في طريقي الي المدرسة .
كتب موريس كل ما قلت ثم قال لي أنت قلت بتعرف تكتب عبري
قلت نعم ، فقال تفضل اكتب شو اعملت وكيف رميت الحجر ومتي واين
فقلت له لااااااا
أنا لا اعرف أن اعبر عن نفسي باللغة العبرية انا بعرف أكتب وبس
أكتب انت وانا اعيدها بخط يدي فقال لا
اذن اكتب باللغة العربية واعطاني ورقة من حجم A4 وبدأت أكتب بها ما قلته عن رمي للحجر وبدأ هو يساعدني بالصيغة .
كتبت حوالي 5 اسطر من الورقة وبدت الورقة بحيث أكثرمن نصفها فارغ ، ثم قال لي وقع
أمضي ، ولم يكن لدي توقيع فقد كنت في الخامس عشر من عمري ، فكرت أنا ابتكر توقيع لي ولكني خفت وسألته كيف اوقع أكتب اسمي قال نعم اكتب اسمك رباعي فنزلت الي اسفل سطر في الورقة من قلة الخبرة وعدم المعرفة وكدت اكتب اسمي لولا هو عاجلني وقال لي ليس هنا أكتب عند نهاية الكلمات التي كتبتها أنت مجنون مش خايف انه أقوم بكتابة ما أريده وكأنك أنت كاتبه ، ففعلت مثلما قال واستدعى هو الشرطي الذي أخذني الي مكتب أخر فيه ظابط آخر طويل واصلع وعريض حجمه كبير وكان الشرطي يحمل اوراق ملف قضيتي اعطاها للظابط الجديد وتركني ، نظر اليها الظابط الجديد نظرة سريعة ووضعها على طاولة أمامه وهجم على يدي اليمنى ومسكها بقوة وكأنه يخشى أن تفلت منه ووضع ابهامها على علبة حبر ثم على الورقة التي دونت بها اعترافي وعلى الورقة التي ترجم بها مورس اعترافي باللغة العبرية فظهرت بصمتي على الاثنتين وبعدها كتب على روقة خضراء من النوع المقوى اسمي باللغة العبرية وبياناتي وكان فيها مكان مخصص للصورة الشخصية فارغ واعلاها رقمي الذي حملته واصبحت معه الاسير 51104 ثم نقلوني الي الاقسام العامة في السجن حيث كثير من المعتقلين المحكومين وكنت في قسم ألف (1(
في قسم (أ) مررت بكثير من المواقف الصعبة والمضحكة وعملت مع المعتقلين اعمال خطيرة ربما يسعفني الوقت في يوم آخر لاتحدث عن تلك التجربة وعن تجربة اصابتي في ركبتي اليسري برصاص جيش الاحتلال .