الاثنين، 26 نوفمبر 2007

وثيقة حماس وموقفها جميلان ولكن كيف نصدقها

لا أحد يمكنه أن ينكر أن الوثيقة التي وقع عليها السيد اسماعيل هنية اليوم والسيد أحمد بحر وبعض نواب حركة حماس في قطاع غزة والتي تنص على ان فلسطين من بحرها الي نهرها ارض عربية فلسطينية ملكاً للشعب الفلسطيني أنها موقف غاية في الثبات والصمود والتمسك بالحقوق , وحتى بشكل عام لا أحد يستطيع ان يعارض حماس في موقفها السياسي المستجد بعد الانقلاب بشكل عام , وإن عارضناها بممارساتها الاجرامية وانقلابها الدموي الذي نفذته في غزة , فمن ذا الذي يمكنه معارضة عودة اللاجئين الفلسطينين ,او يمكنه معارضة أن تعود فلسطين من البحر الي النهر وأن تقام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كل الأراضي الفلسطينية , فلا شك بأن هذه المحددات التي حددتها حماس واصرت عليها بعد انقلابها لا يستطيع أحد ان يعارضها , كما كنا نقول عن العمليات الاستشهادية كيف يمكن للانسان ان يعارض شخص يضحي بحياته من أجل وطنه او دينه حين أنتقدنا موقف عباس من العلميات الاستشهادية وحتى في قرارة أنفسنا إن عارضنا العلميات الاستشهادية بحسابات الربح والخسارة فإننا نقف أمام انفسنا لنقول ولكن هل نعارض شخص يضحي بحياته من اجل وطنه ؟!
وكذلك بالنسبة لموقف حماس المستجد هل يمكننا معارضة أناس يصرون على التمسك بحقوقنا بالتأكيد لا .
ولكن كيف نصدق حماس او وثيقتها التي وقع عليها السيد هنية اليوم في غزة والسيد بحر وقد وقعوا من قبل على اتفاق مكة ونقضوه لاسباب قيل أنها الفلتان الأمني والمحافظة على الامن ؟

كيف نصدق حماس ووثيقتها في غزة التي " تؤكد على رفض الشعب الفلسطيني لاتفاق اوسلو الذي ادخلنا في متاهات" , بينما وقعوا من قبل على احترام هذه الاتفاقات اي اسلوا في اتفاق مكة وخصوصاً انهم لم ينقضوا الاتفاق لدواعي سياسية بل نقضوه لدواعي امنية حسب ما يقولون ؟!
كيف نصدق حماس وهي تقول أن فلسطين ملكاً للشعب الفلسطيني من بحرها الي نهرها وقد اعلن مشعل من قبل أن حركته مع الاجماع العربي المتمثل في تبني مبادرة السلام العربية والتي تدعو لاقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967 بجوار دولة اسرائيل مقابل السلام مع كل الدول العربية والتطبيع مع اسرائيل ؟!

كيف نصدق من وقع على الوثيقة وأقصد السيد هنية والذي تمنى من قبل توقيع اتفاق مع الاسرائليين في البيت الأبيض ؟!

وكيف نصدق توقيع السيد أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالانابة على وثيقة يقول هو بنفسه أنها تؤكد على رفض الشعب الفلسطيني لاتفاق اوسلو ومثيلاتها وهو أمين عام حزب الخلاص الوطني الاسلامي الذي تأسس بقانون ترخيص الأحزاب ضمن سلطة أوسلو ؟!

لا شك اننا في زمان الحليم فيه حيراناً , ولا شك أن موقف حماس نبيل , ولكن هل موقفهم هذا النبيل ووثيقتهم ستذهب ادراج الرياح كغيرها من الوثائق والتصريحات التي صرحت بها الحركة مع أول بادرة حسن نية تقدمها امريكا او اسرائيل تجاه حماس وهذا غير مستبعد إن اخذنا في عين الاعتبار دعوات اعضاء الكونغرس لمحاورة حماس ودعوات اكادميين اسرائيليين لمحاورة حماس وحتى دعوة لجنة الخارجية في مجلس العموم البريطاني بالحوار مع حماس , ومن يضمن ثبات حماس على موقفها ؟ خصوصاً أن موقف السيد ياسر عرفات فيما قبل عام 1988 كان متطابق تماماً مع موقف حماس اليوم وقد تغير بفعل تغيرات دولية واقليمية عديدة وتغيير كالتغيير العرفاتي الذي حدث كم من الوقت سيأخذ لنعود ونطالب ما كنا نرفضه

اذا نحن او على الأقل أنا أقول لحماس شكراً على موقفكم ولكني أسف لا اثق بكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق