لاشك اننا كفلسطينين نعيش أسوء مراحل تاريخنا الحديث الناتجة عن حالة الانقسام والاستقطاب الحاد غير المسبوق التي تعيشه الاراضي المحتلة بين فتح وحماس .
في هذه المرحلة السيئة رأينا المبادئ تسقط والأخلاق تتهاوى و الدين بحسب الحالة , والحب ولى والتكافل أختفى والانكى من ذلك الدماء الفلسطينية رخصت برخص الماء أو أقل .
في حالتنا اليوم أصبحت ارض السلام أرض النفاق , فكم من المواقف تتبدل بحسب الجاني والمجني عليه وبحسب مناصرة المرء للجاني أو المجني عليه فدم الفتحاوي ماء بالنسبة للحمساوي , ودم الحمساوي ماء بالنسبة للفتحاوي , اتذكر قبل حوالي شهر ونصف عندما استشهد 4 فلسطينين بالقرب من ميناء غزة بانفجار سيارتهم كيف أختلف الموقف للانسان الواحد في نصف ساعة أو أقل فالخبر أول ما ورد على كالات الانباء قال أن 4 عناصر من القوة التنفيذية قتلوا في انفجار بالقرب من ميناء الصيادين ظن الفتحاويون ان الانفجار داخلي فصفقوا وشكروا الله وقالوا كلاب وماتت وقالوا هذا انتقام رباني وبالطبع أخذ الحمساويين يحتسبوهم عند الله شهداء , ويدعون لهم بالرحمة والمغفرة , ويتوعدون بقتل كل فتحاوي لأنهم ظنوا أن فتح هي من استهدف سيارتهم .
القيادة الحمساوية في هذه اللحظة أدركت ان القول بأن فتح أو اي كان قد استهدف السيارة ينسف اسطورة الأمن والأمان الذي تدعي , فخرج في لحظتها فوزي برهوم المتحدث بأسم حماس يحتسبهم عند الله شهداء ويقول أن الزوارق الحربية الاسرائيلية استهدفتهم بقذيفة .
بعد نصف ساعة تقريبا تبين أن الانفجار داخلي في سيارة تتبع كتائب شهداء الأقصى وأن الشهداء من كتائب الأقصى وفي تلك النصف ساعة أنقلبت المواقف فرأيت الحمساوي يقول عنهم كلاب وماتت , ويدعي بانهم كانوا يزرعون عبوة ناسفة فنفجرت فيهم وأخذ الفتحاوي يحتسبهم عن الله شهداء ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة , حادثة كهذه كل يوم تتكرر في فلسطين أرض السلام التي اصبحت بفعل حماس وفتح ارض النفاق فقبل اسبوعين من اليوم قتل 8 فلسطينين حينما فتحت حماس النار على المحتشدين لاحياء ذكرى رحيل ابو عمار دون مبرر واضح , فصفق الحمساويين قائلين هؤلاء مثيري الشغب المنفلتين يجب ردعهم بحد السيف ولم يأسف اي منهم على اي قطرة دم حتى القيادة السياسية لحماس لم تأسف على الدم واعتبرت الحادثة بأنها مبررة لفرض الأمن , واليوم أختلف الأمر , قيل أن أحد عناصر حزب التحرير قتل في الخليل على يد قوات الأمن التي حاولت منع المتظاهرين من الحزب فرأينا بكاء وعويل الحمساويين على الشهيد الذي قتلته اجهزة عباس متناسيين أن التظاهر منع منذ الأمس في مدن الضفة وأنهم قالوا عن قتل 8 فلسطينين أنه تطبيق للقانون وضرب للمشاغبين والمنفلتين .
أما عن الاعتداء على الصحافيين فحدث ولا حرج أن ضرب صحافي على يد اجهزة حماس ثار الفتحاويين للصحافة وإن قمع على يد اجهزة السلطة ثار الحمساويين للصحافة والكل يعرف أنهم في الأصل اعداء للصحافة .
فيا حمساويين ويا فتحاويين أخجلوا من انفسكم ويكفي نفاق لأن فلسطين ارض السلام ولم تكن يوماً ارض النفاق وعندما تتخذوا موقف ما ابقوا عليه بغض النظر عن الجاني والمجني عليه
فكل اعمال القتل مدانة وكل الاعتداءات على الصحافيين مدانة .
معك حق يا اخى فلسطين تحتاج الى تجميع قوتها لمواجهه العدو الصيهونى بدلا من الصراع والانقسام الداخلى وسيأتى بأذن الله اليوم الذى تتخلص منه اراضينا الفلسطينيه من كل صراع وانقسام وتتخلص الاراضى الفلسطينيه من العدو الاسرائيلى وتعود كامله الى شعبها واهلها و نصر الله قريب
ردحذف