قبل حوالي 3 أعوام وفي ذروة الدعاية الانتخابية للكتل المتنافسة على مقاعد المجلس التشريعي لسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية ، استضافت قناة ال بي سي العربية كلاً من السيدين محمد دحلان ، ومحمود الزهار في لقاء اعتبر مناظرة انتخابية وخصوصاً انه كان قبل موعد الانتخابات بأيام قليلة .
في اللقاء بدا كل واحد منهم يحاجج الآخر بما يراه حجة فبينما كان السيد محمود الزهار الذي كان يبدو وديعاً أكثر من اليوم يتحدث عن الفساد، وعن سرقة مقدرات الشعب والمناصب , وما شابه ، كان السيد محمد دحلان يحاجج الزهار بأنهم ليسو دولة وأن التنسيق مع الاسرائيلين لابد منه لتقديم الخدمات المدنية للمواطنين , اتذكر في هذا اللقاء أن السيد محمد دحلان قال حكم غزة ليس نزهة من يريد ان يحكم غزة عليه ان يوفر كل مستلزمات الحياة الي المواطن وقال موجهاً كلامه للزهار كيف ستعالجون مرضى الحالات الخطيرة إن لم تجلسوا مع اليهود وتنسقوا لدخولهم هل سترسلوهم عبر الإميل أم عبر الفاكس .
اليوم وأنا في طريقي عائد من البنك مشياً على الاقدام لتضييع بعض من وقت هذا النهار الطويل من رمضان , تذكرت كلمة دحلان التي قالها قبل 3 اعوام وطرحت السؤال على نفسي هل حكم غزة نزهة أم ليس نزهة ؟ الآن كيف يبدو الآمر ؟ وبدأت أفكر بالجواب الذي سيقنعني اكثر بين الخيارين اللذين لا ثالث لهما.
أخطأ دحلان حين أعتبر حكم غزة ليس نزهة ها هي حماس وحكوماتها ماذا تفعل أكثر من إلتقاط الصور واللفلفة في المواكب المهيبة في شوارع غزة واقامة الحفلات والمهرجانات على شرف الوزير فلان والغفير علنتان .
وها نحن مواطنو غزة الذين نعيش تحت حكمها من منا يجرأ أن يطالب حماس براتبه أو يطلب من حماس تحويله للعلاج في الخارج أو يطلب من حماس أن توفر له معبر للسفر أو يطلب من حماس أن توفر له حقوقه الدستورية او يطلب من حماس ان توفر له سلعة واحدة من آلاف السلع التي انتهت كلياً من غزة .
اذا طلبت براتبك كما حدث في سبتمبر -2006 مع المعلمين ستصبح كافر خائن وتشترك مع الانقلابيين في حصار ابناء شعبك وتريد أن تسقط حكومة هي لله التي اصطفاها الله
وإن طلبت بتحويلك للعلاج بالخارج لعدم قدرة مستشفياتنا على علاجك ستوعد بأن تحل مشكلتك في خلال بضع ايام وهذه الايام ستمتد لايام أخرى , والايام الاخرى الي غيرها الي أن تموت لتصبح رقماً نستغلك بالدعاية الاعلامية ضد الحصار وستصبح أنت شعار وخبر في وكالات الانباء عنوانه وفاة الضحية رقم × بسبب الحصار
وإذا طالبت بحقك الدستوري بالتظاهر والاضراب سيطلق عليك النار , وربما تقتل وسيخرج السادة والمعارضة العربية للانظمة العربية يقولون عنك أنك من المنفلتون مثيري الشغب عليك من الله ما تستحق و إن كنت جائع فالمقاومة لا تطعم بل تأكل , وإن كنت فقير المقاومة لا تغني بل تغتني وإن كنت خائف المقاومة ترعب , وستقف أنت مندهشاً لا تعرف متى تكون المقاومة حكومة ومتى تكون الحكومة مقاومة .
من يقول أن حكم غزة ليس نزهة؟ , في غزة نحل مشكلة الفقر في صورة , صورة ألتقطت للاعلام فقط للسيد الحاكم بأمر الله , وهو يتناول طعام الافطار مع عائلة فقيرة نال على تلك الصورة من التبريكات مالم يناله فاتح الاندلس أو القسطنطينية , وفي غزة تحل مشكلة النظافة والخدمات في صورة , صورة أخرى لخليفة المؤمنين يكنس في شارع نظيف .
من يحكم غزة لا يجد حرجاً أبداً في أن يخرج وزير المالية الغزي يتهم الحكومة غير الشرعية في قطع رواتب × من الموظفين وهذا × أيها الدايتونين غير الشرعيين يعتبركم أشد خطراً عليه من اسرائيل ، ولا أحد منا سيلتفت ليقول لك يا سيد الوزير الغزي ألست أنت وزير بيت مال المسلمين ؟! وعليك أن تتكفل براتبه .
إن حكمت غزة ستجبي أنت الضرائب , وأنت غير مكلف مطلقاً بدفع ثمن الدواء او الماء او الكهرباء او ثمن كتب الطلاب ولا رواتب موظفين ولا هم ما يحزنون , ولن تسأل اصلاً أين تذهب أموال الضرائب , ومن ذاك الذي يسأل غير الله في غزة وإن هدد من يدفع كل ذلك بوقفها لأنك تمردت على حكمه ستجد الصغير والكبير والمقمط في السرير , وذلك العربي المعارض لقمع حكومته التي لا تصل الي ربع قمعك , يتهم هؤلاء بالعمالة وبالمشاركة في حصار غزة وسيدعون عليه ليل نهار وسيقترن اسمه مع اسم اليهود بالدعاء وستقول اللهم عليك باليهود واعوانهم .
إن حكمت غزة وعصى قرارك عائلة أو حزب أو مقاومة لا تتردد ولو ثانية في دك بيته بما فيه من اطفال ونساء بالقذائف فإن مات هذا عميل منفلت مات لعنة الله عليه , وإن خاف وفر الي اسرائيل هذا ايضاً عميل وخائن ومنفلت هرب الي اصدقاءه , وستجد ايضاً العربي المعارض لنظامه يقول ما تقول يا حاكم غزة
أليس حكم غزة نزهة
ربما يتبع وربما لا
اعتقد يا اخ قطب انك تغالي كثيرا فيما تقول..
ردحذفحماس لم تعتبر في يوم من الايام حكم غزة نزهة ولا تعتبر الحكم بشكله المطلق والواسع نزهة..
لا يصل الحد الى ان يمنع المطالبة بالراتب...فالكل يعرف وجهته من يتقاضى من غزة ومن يتقاضى من الضفة كلهم يصل اليهم الراتب في اخر الشهر اللهم الا اذا كان سيف التقارير قد ذبح راتب احد الموظفين المساكين الذين يتقاضون من سلطة رام الله..
حماس لم تطلب من انصارها الموظفين في الضفة الاضراب اسوة بما يجري في غزة...وحماس لم تجير تاخر رواتب الموظفين الذي يتقاضون من رام الله رابتهم قبل فترة لصالحها..ولم تستغل هذه الفرصة التي كان من الممكن ان تثائر فيها من فتح..
الامور معقدة اي نعم لكن التحامل على حماس والقاء المسؤولية كاملة على كاهلها هو ضرب من الجنون مع احترامي لك..
اقبل تحياتي
اخوك وائــــــــــــــل
عزيزي وائل ربما اختلط الأمر عليك قليلاً أنا لم آتي على ذكر اضرابات فتح في غزة , أنا تحدثت عن اضرابات الموظفين في عام 2006
ردحذفوالمسألة ليس فيها تحامل بقدر ما فيها مطالبة لحماس أن تثبت أنها حكومة فعلاً وليس قولاً عملاً وليس صوراً
كل احترام لك