تريدين أن أنزعك من قلبي لتزرعي مكانه خنجر وأن استمر بالحياة ؟! ، كيف يكون لا فرق عندك بين حبك الذي زرع في قلبي وضربت جذوره الأعماق ، وبين خنجر يضرب جذور الأعماق !!
قولي لي لماذا ؟!
أنا لست كاتب صحفي ولا خبير سياسي ولا مرشد اجتماعي أنا مجرد انسان أدون ما يجول بخاطري للزمان . شعاري كن منصفاً تحترم ذاتك والانصاف يعني العدل والعدل البشري نسبي أتمنى أن اكون منصف بالنسبة للجميع .
لا استطيع أن اوصف السعادة العارمة التي تجتاحني كلما قرأت شيئاً عن 15 آذار موعدنا نحن جميعاً مع انهاء الانقسام المقيت ، ذلك الانقسام الذي خطف منا مجموعة كبيرة من الشهداء ، وخطف ما تبقى لنا من حرية وكرامة. سعادتي ليست فقط لان الآلاف سيلبون الدعوة للتظاهر السلمي ضد الانقسام ، في غزة والضفة وأكثر من 30 دولة بل لشيء أكبر من ذلك بكثير ، أكبرمن طي صفحة الانقسام ، سعادتي مردها لأننا قررنا مغادرة مقاعد الانتظار الي غير رجعة.
63 عاماً ونحن كلاجئين على مقاعد الانتظار ، ننتظر الحل أن يأتيني من السماء او من الأمم المتحدة وما هي متحدة الا ضدنا ، او من أمريكا أو من عرب صرنا نراهم يتوسلون أمريكا .
63 عاماً في المخيمات نرى قرانا ومدننا من بعيد نبكي ونضحك على عمرنا ، نقلب في صفحات محركات بحث الصور لعلنا نرى شيئاً عن الأرض الخضراء التي تركها اجدادنا ، في أكبر عملية لجوء بالتاريخ ، في أكبر وأطول مأساه في التاريخ في أحقر عصر من عصور التاريخ ، وما كان ذنبنا الا اننا فلسطينيون .
44 عاماً ونحن في الانتظار ، ننتظر أحد يكنس اثار النكسة ومثلها ونحن عيوننا تواجه المخرز ، نقاتل بالحجر ، نقاتل بالصمود ، نقاتل باللجوء نواجه البلدوزر باجسادنا ، وكلما لاح من بعيد من يدعي أنه سيساعدنا في التحرر نركض خلفه كالطفل الذي يلحق بأمه ، كالغريق الذي يتعلق بقشة ، ثم ننتظره وننتظر على مقاعد الانتظار .
5 اعوام ونحن في الانتظار ، في انتظار المبادرات والمفاوضات والمحاورات ، بين قادة لنا ، وما هم بقادة لفلسطين ، نتابع خلافاتهم على الحروف والكلمات على المصالح والغايات ، على اقتسام قضية معاناة يسموها كعكة ، لا هم يشعرون بنا ، ولا نحن نفهم سفاهة خلافاتهم .
5 أعوام ونحن نموت من الحصار ، نموت من الاحتلال ، نموت من المفاوضات على مقاعد الانتظار ننتظر الفرج منهم ، ننتظر النصر منهم ، ننتظر الأمل منهم ، وهم ينتظرون أن يتغير العالم ليستفيد كل حزباً منهم من التغيير .
أما لان فلم يعد الانتظار غايتنا ، ولم يعد لنا الصبر على السفاهة ، وها نحن قررنا مغادرة مقاعد الانتظار ، وأن نأخذ كشعب وكشباب زمام المبادرة لنقول بالفم الملئان " الشعب يريد انهاء الانقسام " وليحدث ما يحدث ، ولكننا لن نتراجع فمهما حدث لن يكون أكثر من النكبة والنكسة والانقسام
إن 15 آذار سيكون يوماً لفلسطين ، يوماً لاستعادة جزء من الكرامة من استعادة الحرية المسلوبة بأيدنا ، في هذا اليوم سنغادر كل مقاعد الانتظار ، ومن بعده لن ننتظر لاجئين ، ولن ننتظر تحت الاحتلال والاستيطان ، ولن ننتظر تحت الانقسام
إن نجاح هذا اليوم ، وهو نجاح ثورة تبدأ بنهاية الانقسام ، وتنتهي بالعودة الي الديار التي هجرنا منها .
حقاً أن نجحنا في هذا اليوم سننجح في يوم الحملة الوطنية لازالة الجدار ، وسنجح في يوم العودة للديار .
انظم معنا وغادر مقاعد الانتظار
http://www.facebook.com/home.php#!/W7da.Watanya
وقريباً سيكون هناك حملة وطنية لازالة الجدار ، وبعده حملة وطنية للعودة للديار
أيام الجامعة كنت أسمعها يومياً مع فنجان قهوة الصباح،ومن خلال الراديو ،ومن خلال برنامج "يوم جديد " الذي يذيعه راديو الدولة العبرية باللغة العربية وهو البرنامج الذي كان يقوم بعرض ما تنشره الصحف العبرية يومياً . المخرج العدو مبدع، بين عناويين كل صحيفة وأخرى كان يسمعنا الصوت الملائكي صوت فيروز ، مرة تلعب مع شادي ، ومرة على سطح البلدية ، ومرة بطير طيارة ورق وخيطان ومرة تنشد خدني على بلادي ، فيروز تسمع في كل الأوقات ولكنها مع قهوة الصباح لها أجمل نكهة - انا اشتم رائحة الأرض من صوتها ، يسكنني الحنين والرجوع معها الي بلدتي الأصلية التي لم أراها سوى مرة او مرتين ، اشعر بلجوئي وانتمائي في آن ومن تأثير صوتها ربما تشكلت شخصيتي ، التي تعشق الارض - تعشق الربيع - تعشق المطر - تعشق شروق الشمس وتعشق فيروز
كان هذا ايام الجامعة ، وكان أكثر منه في عام 2000 في الباص في رحلة الذهاب اليومية الجميلة من غزة الي يافا ، كان أكثر لاني صرت أرى بلدتي الاصلية كل يوم مرتين أراها من نافذة الباص وأحس بمعنى كلمة خذني على بلادي التي تشدو بها فيروز .
منذ صباح امس وانا اشعر بخطر ما على فيروز ، اشعر بأن صحتها في تراجع خطير ، وأخشى في كل ثانية أن اسمع الاعلان عن النبأ المشؤوم أخشى وأخشى وياليتني أكون مخطئ فأنا لا اعرف كيف سيعني وداعها بالنسبة لي .
في عام الصمت و الحزن وهو عام 2002 ، كان حزن من لاشيء ربما كثرة الشهداء في ذلك العام هو سبب الحزن ، ربما انعدام اي ثانية فراغ عندي في ذلك العام هو سبب الصمت لا يهم المهم اني كنت احترف الحزن والانتظار كما فيروز ، وكنت افتقد شادي كل يوم وكنت قد قررت أن اضع صورة كبيرة للفيروز والتي كانت بالنسبة الي الامل الربيع الأرض المطر المروج وهي موشحة بالسواد في بيتي الخاص .
مازال يسكنني الحنين والرجوع بعدما احترفت الحزن والانتظار .............. خايف على فيروز
أحــتــرف الــحــزن و الإنـتـظــار
أرتــقــب الآتــــي و لا يــأتـــي
تــبـــددت زنــابـــق الــوقـــت
عشرون عاماً و أنا أحترف الحـزن و الإنتظـار
عبرت من بوابة الدموع إلى صقيع الشمس و البرد
لا أهــل لــي فــي خيمـتـي وحـــدي
عشرون عاماً و أنا يسكنني الحنيـن و الرجـوع
كــبـــرت فـــــي الـــخـــارج
بـنــيــت أهـــــلاً أخـــريـــن
كالشـجـر أستنبتـهـم فـوقـفـوا أمـامــي
صــار لـهــم ظـــل عـلــى الأرض
و مـن جديـد ضربتـنـا مـوجـة البـغـض
و هـــا أنـــا أسـتـوطـن الــفــراغ
شـــردت عـــن أهـلــي مـرتـيــن
سـكـنـت فـــي الـغـيـاب مـرتـيــن
أرضي ببالي و أنا أحترف الحـزن و الإنتظـار
حين رأيت رسومات أمية جحا فنانة الكركاتير الفلسطينية لأول مرة شعرت بأن ناجي العلي بعث من جديد أو بالأحرى شعرت بأن ريشة ناجي العلي الجريئة بعثت من جديد ، كنت أنا في حينه في السنة الأولى من الجامعة وكانت هي في السنة الثالثة أو الرابعة في نفس الجامعة لا أعرف ، ولكني أعرف أنني كنت من أوائل المعجبين برسوماتها ، فلم تكن أمية معروفة ومشهورة كما الآن .
رأيت رسومها من خلال معرض نظمه مجلس الطلبة خصيصاً لرسوماتها ، وقد تفاجئت حين دخلت القاعة التي كانت جدرانها مزينة بما ابدعت به هذه الفنانة الفلسطينية الجديدة الجريئة ، تفاجئت لأن مجلس الطلبة كان فتحاوياً ، وكانت بعض من رسومات امية المعلقة على جدران القاعة على النقيض من النهج الفتحاوي الجديد في حينه نهج التسوية السلمية ، طفت على كل الصور ، تسمرت أمام بعضها ، وضحكت أمام بعض آخر وانصرفت محفوراً في رأسي اسم جديد لما أعتقد أنه أمل جديد كان امية جحا .
تخرجت أمية بعد ذلك ، وعملت في جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية ، ولأن جريدة الحياة الجديدة هي الجريدة الوحيدة التي كانت تباع بكفاتيريا الجامعة باسعار رمزية للطلبة ، كنت اشتريها يومياً ، ويومياً اتابع رسومات أمية جحا الجرئية فيها.
تخرجت وكبرت وانصرفت عن الحياة الثقافية والسياسية لبضع سنوات ، ولكني لم انسى رسومات أمية جحا ، وفي كل مرة كانت تقع بين يدي جريدة الحياة الجديدة كنت اقلب صفحاتها على عجل بحثاً عن رسم أمية الذي يضحكني ويبكيني في آن ، وحتى ما بعد الجريدة وبعد انتشار الانترنت كنت متابع جيد لرسومات أمية عبر الانترنت ، وكثيراً جداً كتبت لها تعليقات على صفحتها "جحاتون " رسومات أمية كانت دائماً وطنية تواكب الهموم السياسية والوطنية الكثيرة والسريعة إلى أن وصلنا الي الهم الأكبر هم الأقتتال الداخلي الدموي ، هم الانقسام الكريه وفي ذلك اليوم المشئوم صعقت برسمة أمية .
رسمت أمية الفلسطيني يكنس الفلسطيني رسمت أمية فرحة بالانقسام بالدم الذي سال ، وبقصف الفلسطيني للفلسطيني كانت فرحة بعشرات القتلى الذين سقطوا ، مبشرة بشمس الانقسام ، أمية أرملة الشهيدين هان عليها شعبها وقضيته فهانت على معجبيها ، أما أنا فقد صمت مصعوقاً أمام هذه الرسمة الموضوعة أدناه ولكني الآن اقول حان وقت الكلام.
4 أعوام مرت على الرسمة الصاعقة التي أفقدت امية الكثيرين من معجبيها ، اما انا فلم اعد كما كنت اهتم لرسوم أمية.
عندما يكون الفنان السياسي فئوياً حزبياً دعوه يعرض فنونه لحزبه ، دعوه يغرد مع سربه ، لأن الوطن وهو عش جميع الاسراب لم يعد يهمه بقدر ما يهمه حزبه . أما أمية فلم أكن أظنها حزبية فئوية حتى عبرت عن ذلك في رسمتها أعلاه ، ولأني مازلت أتمنى أن تعود لعش الوطن وتترك السرب الذي تغرد فيه ، ها انا اكتب لها هذا الكلام الآن لأقول لها أنظري ماذا رسمت يدك وكيف اصبحت افكارك تناقضات .
انظري كيف تسخرين من الزعيم الليبي في رسمتك الجديدة ، وماذا تقولي عمن يقصف شعبه وهل تختلفي أنت عن القذافي ، انظري ماذا كتبتي عنه وهل تختلفي انت عما كتبتيه أنت عنه
ألم يهن عليك قصف الشعب لبعضه البعض ألم تكن رسمتك المدرجة الاولى اعلاه ظلم وسفاهة الم يتعجب من رسمتك الأولى أعلاه العرب والعجم ، لا تنظري للسرب الذي تغردي معه فهو في النهاية سرب من اسراب والقذافي ذاته له سربه فهل هو على الحق
وعليه يا أمية يا خليفة ناجي ما امامك سوى خيارين اما ان تعتذري لنفسك ولشعبك عن ذلك الرسم القبيح او أن تعتذري للقذافي ولا أظن أن عليك صعب الاختيار .
منذ أكثر ثمان أعوام وأنا احتفظ ببقايا دفتر "دفتر كشكول " كتبت فيه عن غزة وتاريخها ، ومارست فيه هوياتي بحل مسائل الرياضيات والهندسة ، وكتبت فيه اسماء أغاني أم كلثوم و كتاب هذه الاغاني والملحنين ، فيه رسالة من نزار قباني الي سميح القاسم عثرت عليها بمجلة قديمة كتبها نزار في الايام الأولى لانتفاضة الحجر ، نقلت فيه أيضا قصيدتين لنزار قباني كنت اعتبرهم من اجمل ما قرأت ، فيهما يعبر نزار قباني بكلمات جميلة رائعة عن حال وواقع الشعوب العربية كان تعبيراً دقيقاً عن هذا الواقع قبل شهرين على الأقل أما الآن فواقع العرب اختلف
فلم نعد كما كنا لقد خرجنا من القن المختوم بالشمع الاحمر ، وصرخنا في وجه السلطان وزوجنه وصهره اسقط ارحل نحن شعب يريد الحياة هنا ، ولم نعد اليوم زجاجاً فوق بعضه يتكسر وبتنا نصرخ في كل ارجاء العالم بلغتنا الفصحى أنا عدنان ومروان وسحبان وسنجادل في الفقه والنحو وفي الصرف حتى يستقيم مع الحياة ولن نفكر فقط في الذي اغتصب شمس الوطن بل سنخلعه ونحاكمه ، وسنرفع رؤوسنا بين الأمم وبجواز عربي سنصدر هبتنا لشعوب كما كنا مازالت .
سنفاخر في بطولتنا في الليدو لـ سوزان وجانيت وكوليت فلم يعد يهمنا أن يعرفن قصة الزبير وعنتر ، وقد عرفن فعلاً بقصة محمد بوعزيزي وسالي زهران .
وها نحن نعزز هويتنا ونحدد اقامتنا ومبارك لكم ولنا مولد العرب
مع كل الاحترام للشاعر الكبير نزار قباني ليتك عشت لترى أننا لم نعد مشنوقين الي يوم القيامة وها قد خرجنا وتفجر البركان .
=======================
قصيد نزار قباني ( الحب لا يقف على الضوء الأحمر )
لا تفكر أبداً.. فالضوء أحمر..
لا تكلـّم أحداً.. فالضوء أحمر..
لا تجادل في نصوص الفقه..
أو في النحو..
أو في الصرف..
أو في الشعر..
أو في النثر..
إنّ العقل ملعون، ومكروه، ومنكر…
-2-
لا تغادر..
قنّك المختوم بالشمع.. فإنّ الضوء أحمر
لا تحبّ امرأة أو فأرةً..
إنّ ضوء الحب أحمر..
لا تضاجع حائطاً.. أو حجراً.. أو مقعداً..
إن ضوء الجنس أحمر..
إبق سرِّياً..
ولا تكشف قراراتك حتى لذبابة..
إبق أمياً..
ولا تدخل شريكاً في الزنى أو في الكتابة..
فالزنى في عصرنا..
أهون من جرم الكتابة..
-3-
لا تفكّر بعصافير الوطن..
وبأشجار.. وبأنهار.. وبأخبار الوطن
لا تفكّر بالذين اغتصبوا شمس الوطن..
إنّ سيف القمع يأتيك صباحاً
في عناوين الجريدة..
وتفاعيل القصيدة..
وبقايا قهوتك
ولا تنم بين ذراعي زوجتك…
إنّ زوّارك عند الفجر موجودون تحت الكنبة..
لا تطالع كتباً في النقد أو في الفلسفة
إنّ زوّارك عند الفجر..
مزروعون مثل السوس في كل رفوف المكتبة..
إبق من رجليك مشنوقاً إلى يوم القيامة..
إبق من صوتك مشنوقاً إلى يوم القيامة..
إبق من عقلك.. مشنوقاً إلى يوم القيامة..
إبق في البرميل.. حتى لا ترى
وجه هذي الأمّة المغتصبة..
-4-
أنت لو حاولت أن تذهب للسلطان..
أو زوجته..
أو صهره..
أو كلبه المسؤول عن أمن البلاد..
والذي يأكل أسماكاً.. وتفـّاحاً.. وأطفالاً..
كما يأكل من لحم العباد..
لوجدت الضوء أحمر..
-5-
أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً
نشرة الطقس.. وأسماء الوفيات.. وأخبار الجرائم..
لوجدت الضوء أحمر..
أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً
صفحة الأبراج..
كي تعرف ما حظّك قبل النفط..
أو حظّك بعد النفط..
أو تعرف ما رقمك ما بين طوابير البهائم..
لوجدت الضوء أحمر..
-6-
أنت لو حاولت..
أن تبحث عن بيتٍ من الكرتون يأويك..
أو سيدةٍ -من بقايا الحرب- ترضى أن تسلـّيك..
وعن نهدين معطوبين..
أو ثلاجةٍ مستعملة..
لوجدت الضوء أحمر..
أنت لو حاولت..
أن تسأل أستاذك في الصف.. لماذا؟
يتسلّى عرب اليوم بأخبار الهزائم؟
ولماذا عرب اليوم زجاجٌ فوق بعض يتكسر؟
لوجدت الضوء أحمر..
-7-
لا تسافر بجوازٍ عربيّ..
لا تسافر مرة ً أخرى لأوروبا
فأوروبا -كما تعلم- ضاقت بجميع السفهاء..
أيها المنبوذ..
والمشبوه..
والمطرود من كل الخرائط
أيها الديك الطعين الكبرياء..
أيها المقتول من غير قاتل..
أيها المذبوح من غير دماء..
لا تسافر لبلاد الله..
إن الله لا يرضى لقاء الجبناء..
-8-
لا تسافر بجواز عربي..
وانتظر كالجرذ في كل المطارات،
فإن الضوء أحمر..
لا تقل باللغة الفصحى..
أنا مروان..أو عدنان..أو سحبان
للبائعة الشقراء في (هارودز)
إنّ الإسم لا يعني لها شيئاً..
وتاريخك -يا مولاي- تاريخ ٌ مزور..
-9-
لا تفاخر ببطولاتك في (الليدو)
فسوزان..
وجانيت..
وكوليت..
وآلاف الفرنسيات.. لم يقرأن يوماً
قصة الزير وعنتر..
يا صديقي:أنت تبدو مضحكاً في ليل باريس..
فعد فوراً إلى الفندق..
إن الصوء أحمر..
-10-
لا تسافر..
بجوازٍ عربيٍّ بين أحياء العرب!!
فهم من أجل قرشٍ يقتلونك..
وهم -حين يجوعون مساءً- يأكلونك
لا تكن ضيفاً على حاتم طيّ
فلا تخدعك آلاف الجواري..
وصناديق الذهب..
يا صديقي:لا تسر وحدك ليلاً
بين أنياب العرب..
أنت في بيتك محدود الإقامة..
أنت في قومك مجهول النسب..
يا صديقي:رحم الله العرب!!.
قبل عامان ونصف من اليوم أرسلت لي صديقة (عساها بخير ) تطلب مني الإجابة على سؤال غريب ومفاجئ سؤال يضع المرء منا أمام حقيقة ذاته وهو دعوة للتفكير في ذواتنا كان سؤالها فلسفي كبير يشبه إلي حد بعيد سؤال ديكارت الشهير هل أنا موجود ؟
وكما كان سؤال ديكارت مدعاة للسخرية من قبل السطحيين والبسطاء كان سؤالها .
وكان أيضاً كبير لكل متعمق لا يغريه الشكل بقدر ما يهمه الفحوى .
وضعت سؤالها في أحد المنتديات وأرسلت لي الرابط طالبة الجواب هناك . ببساطة قالت :
هل أنت لاشيء ؟!
صديقتي تعاني من فقدان الهوية ، هي عربية ولكنها ليست عربية هي مؤمنة تارة وملحدة تارة هي تعشق الحياة ولكنها لا تعرف ماذا تريد من الحياة وما أصعب أن نكون لا نعرف ماذا نريد من الحياة ففي هذه الحالة بلا شك سنشعر بالضياع سنشعر بالفعل أننا لاشيء في هذه الحياة .
كانت هي تبحث عن ذاتها وكنت أنا في قمة الرضا عن ذاتي ومع ذلك كان السؤال صعب بالنسبة لي ، ولأول مرة أسأل نفسي ماذا أنا أولاً بالنسبة لنفسي وبرغم الرضا لم أجد نفسي ،وكان جوابي أنا غيري .
قلت ((إن كنت أنا شيء فما هو هذا الشيء ؟ )) وقلت (( منذ زمن بعيد قررت الاستغناء عن أي نزعة أنانية في قلبي أي كانت قدر المستطاع , قررت لأسباب كثيرة أن لا أعيش لنفسي والآن وبعد هذا العمر أصبحت أنا لست أنا , أنا هو ذلك الآخر الذي منحته كل شيء , إن كان كل إنسان يعيش لنفسه , فانا عشت للآخر إذا هو نفسي)) وأضفت (( وانتم إن شعرتوا يوماً بأنكم لاشيء فكونوا كل شيء للآخرين , هكذا حدث معي كدت أن أصل إلي اللاشيئية فقررت أن أكون كل شيء للآخر إذا أنا بالنسبة لنفسي لاشيء , ولكن نفسي أصبحت الآخر , وأنا أصبحت كل شيء للآخر)) .
لم يكن جوابي هذا مجرد فلسفة جافة كما يبدو شكلاً بل كان قناعة راسخة كتبت هذه الكلمات في لحظة عاطفية قد لا تتكرر، اللحظة التي سألت نفسي فيها من أنا ؟
فكرت شرقاً وغرباًَ شمالاً وجنوبا في كل الاتجاهات فلم أجد نفسي سوى الآخر ، فأنا حقيقة لاشيء بدون الآخر ، ذلك الآخر الذي قد يكون أمي وأبي وأخواتي وشعبي ذلك الآخر الذي قد يكون وطني .
وبالفعل أنا لم افرح لنجاحي لأنني نجحت بل فرحت لأنني أدخلت الفرح بواسطة نجاحي لآخرين أحبهم ، ولم أحزن إلا لوجود آخر يحزن من أجلي ، لم أخشى يوماً على نفسي من الموت مثلاً بقدر خشيتي من أن موتي سيحزن كثيرين قد يكونوا يحبونني .
عامان ونصف مرا على هذا الكلام كان آخرهم أصعبهم ، إن من يتبنى هذا الموقف عليه أن يدفع ثمنه ، وثمنه ليس بسيط ثمنه أنك ستصبح مفرط الحساسية ، وستشعر أحيانا كثيرة بأنك تداس بالأقدام ، ببساطة لأنك تنازلت عن حقوق كثيرة لك ، تنازلت عن نفسك للآخر ، ستطلب من الآخر أن يكون مثلك وأن يتنازل هو أيضا عن حقوقه التي قد تكون أنت العقبة في طريقه . وستدخل في مرحلة اكتئاب وأكثر من الاكتئاب ، ستفقد البوصلة مرة أخرى وستبحث مرة أخرى عن الذات ، وستجلس منكفئ في الفراغ ، لأنك ستشعر أنك أصبحت لاشيء بعدما فقدت الآخر الذي هو كل شيء بالنسبة لك وستظن أن لا سبيل أمامك سوى الصبر أو الانتحار وفي الحالتين دمار ، لأن الصبر على حياة اللاشيء يعني لاشيء ولأن الانتحار يعني الفشل والانكسار.
ولكن لحظة !! هل فعلاً أنا كل شيء للآخر ؟! لو كنت كذلك لما كان للأخر حقوق غيري ، ولما شعرت بأنني أداس بالأقدام ولو كنت أنا أعطيت كل شيء للآخر وعشت له فلما حزنت واكتأبت لأن هذا الآخر خرج عن طوعي يرى غير ما أنا أراه يرغب في حياة غير التي أنا ارسمها ، إن هذه هي الأنانية بعينها الديكتاتورية بأقبح صورها هذا حب لتملك .
إن العطاء لا مقابل له ، ولو فعلا نحن نعطي كل ما نملك للآخرين فهذا لا يعطينا الحق في أن نمتلك الآخرين .
إن الإنسان لا يستطيع الحياة بمفرده ، لنفسه فقط مهما كان ، وما عطاءنا للآخر إلا لأجل أنفسنا .
إن للأنانية أشكال غير مرئية ، ولا مجال أن يعيش إنسان بدونها بشكل مطلق .
إن للحديث بقية ...