الجمعة، 4 مارس 2011

احترف الحزن والإنتظار.... خايف على فيروز

أيام الجامعة كنت أسمعها يومياً  مع فنجان قهوة الصباح،ومن خلال الراديو ،ومن خلال برنامج  "يوم جديد " الذي يذيعه راديو الدولة العبرية باللغة العربية وهو البرنامج الذي كان يقوم بعرض ما تنشره الصحف العبرية يومياً .  المخرج العدو مبدع، بين عناويين  كل صحيفة وأخرى  كان يسمعنا  الصوت الملائكي صوت فيروز  ، مرة تلعب مع شادي ، ومرة على سطح البلدية  ، ومرة بطير طيارة ورق وخيطان ومرة تنشد خدني على بلادي  ، فيروز تسمع في كل الأوقات   ولكنها مع قهوة الصباح لها أجمل نكهة -  انا اشتم رائحة الأرض من صوتها  ، يسكنني الحنين والرجوع معها  الي بلدتي الأصلية  التي  لم أراها سوى مرة او مرتين  ، اشعر بلجوئي  وانتمائي  في آن ومن تأثير صوتها ربما تشكلت شخصيتي  ، التي تعشق الارض - تعشق الربيع - تعشق المطر - تعشق شروق الشمس  وتعشق فيروز 




كان هذا ايام الجامعة  ، وكان أكثر منه في عام 2000 في الباص في رحلة الذهاب اليومية الجميلة من غزة الي يافا  ، كان أكثر لاني صرت أرى بلدتي الاصلية كل يوم مرتين  أراها من نافذة الباص  وأحس بمعنى كلمة خذني على بلادي التي تشدو بها فيروز  .






منذ صباح امس وانا اشعر بخطر ما على فيروز ، اشعر بأن صحتها في تراجع خطير   ، وأخشى في كل ثانية أن اسمع الاعلان عن النبأ المشؤوم  أخشى وأخشى  وياليتني أكون مخطئ فأنا لا اعرف كيف سيعني وداعها بالنسبة لي . 











في عام الصمت و الحزن  وهو عام 2002  ، كان حزن من لاشيء  ربما كثرة الشهداء في ذلك العام  هو سبب الحزن  ، ربما انعدام اي ثانية فراغ عندي في ذلك العام  هو سبب الصمت لا يهم  المهم اني كنت احترف الحزن والانتظار كما فيروز ، وكنت افتقد شادي كل يوم  وكنت قد قررت أن اضع صورة كبيرة للفيروز والتي كانت بالنسبة الي الامل  الربيع الأرض المطر المروج  وهي موشحة بالسواد في بيتي الخاص .






مازال يسكنني الحنين والرجوع بعدما احترفت الحزن والانتظار   ..............  خايف على فيروز


 


أحــتــرف الــحــزن و الإنـتـظــار
أرتــقــب الآتــــي و لا يــأتـــي
تــبـــددت زنــابـــق الــوقـــت
عشرون عاماً و أنا أحترف الحـزن و الإنتظـار
عبرت من بوابة الدموع إلى صقيع الشمس و البرد
لا أهــل لــي فــي خيمـتـي وحـــدي
عشرون عاماً و أنا يسكنني الحنيـن و الرجـوع
كــبـــرت فـــــي الـــخـــارج
بـنــيــت أهـــــلاً أخـــريـــن
كالشـجـر أستنبتـهـم فـوقـفـوا أمـامــي
صــار لـهــم ظـــل عـلــى الأرض
و مـن جديـد ضربتـنـا مـوجـة البـغـض
و هـــا أنـــا أسـتـوطـن الــفــراغ
شـــردت عـــن أهـلــي مـرتـيــن
سـكـنـت فـــي الـغـيـاب مـرتـيــن
أرضي ببالي و أنا أحترف الحـزن و الإنتظـار

هناك تعليق واحد: