لا استطيع أن اوصف السعادة العارمة التي تجتاحني كلما قرأت شيئاً عن 15 آذار موعدنا نحن جميعاً مع انهاء الانقسام المقيت ، ذلك الانقسام الذي خطف منا مجموعة كبيرة من الشهداء ، وخطف ما تبقى لنا من حرية وكرامة. سعادتي ليست فقط لان الآلاف سيلبون الدعوة للتظاهر السلمي ضد الانقسام ، في غزة والضفة وأكثر من 30 دولة بل لشيء أكبر من ذلك بكثير ، أكبرمن طي صفحة الانقسام ، سعادتي مردها لأننا قررنا مغادرة مقاعد الانتظار الي غير رجعة.
63 عاماً ونحن كلاجئين على مقاعد الانتظار ، ننتظر الحل أن يأتيني من السماء او من الأمم المتحدة وما هي متحدة الا ضدنا ، او من أمريكا أو من عرب صرنا نراهم يتوسلون أمريكا .
63 عاماً في المخيمات نرى قرانا ومدننا من بعيد نبكي ونضحك على عمرنا ، نقلب في صفحات محركات بحث الصور لعلنا نرى شيئاً عن الأرض الخضراء التي تركها اجدادنا ، في أكبر عملية لجوء بالتاريخ ، في أكبر وأطول مأساه في التاريخ في أحقر عصر من عصور التاريخ ، وما كان ذنبنا الا اننا فلسطينيون .
44 عاماً ونحن في الانتظار ، ننتظر أحد يكنس اثار النكسة ومثلها ونحن عيوننا تواجه المخرز ، نقاتل بالحجر ، نقاتل بالصمود ، نقاتل باللجوء نواجه البلدوزر باجسادنا ، وكلما لاح من بعيد من يدعي أنه سيساعدنا في التحرر نركض خلفه كالطفل الذي يلحق بأمه ، كالغريق الذي يتعلق بقشة ، ثم ننتظره وننتظر على مقاعد الانتظار .
5 اعوام ونحن في الانتظار ، في انتظار المبادرات والمفاوضات والمحاورات ، بين قادة لنا ، وما هم بقادة لفلسطين ، نتابع خلافاتهم على الحروف والكلمات على المصالح والغايات ، على اقتسام قضية معاناة يسموها كعكة ، لا هم يشعرون بنا ، ولا نحن نفهم سفاهة خلافاتهم .
5 أعوام ونحن نموت من الحصار ، نموت من الاحتلال ، نموت من المفاوضات على مقاعد الانتظار ننتظر الفرج منهم ، ننتظر النصر منهم ، ننتظر الأمل منهم ، وهم ينتظرون أن يتغير العالم ليستفيد كل حزباً منهم من التغيير .
أما لان فلم يعد الانتظار غايتنا ، ولم يعد لنا الصبر على السفاهة ، وها نحن قررنا مغادرة مقاعد الانتظار ، وأن نأخذ كشعب وكشباب زمام المبادرة لنقول بالفم الملئان " الشعب يريد انهاء الانقسام " وليحدث ما يحدث ، ولكننا لن نتراجع فمهما حدث لن يكون أكثر من النكبة والنكسة والانقسام
إن 15 آذار سيكون يوماً لفلسطين ، يوماً لاستعادة جزء من الكرامة من استعادة الحرية المسلوبة بأيدنا ، في هذا اليوم سنغادر كل مقاعد الانتظار ، ومن بعده لن ننتظر لاجئين ، ولن ننتظر تحت الاحتلال والاستيطان ، ولن ننتظر تحت الانقسام
إن نجاح هذا اليوم ، وهو نجاح ثورة تبدأ بنهاية الانقسام ، وتنتهي بالعودة الي الديار التي هجرنا منها .
حقاً أن نجحنا في هذا اليوم سننجح في يوم الحملة الوطنية لازالة الجدار ، وسنجح في يوم العودة للديار .
انظم معنا وغادر مقاعد الانتظار
http://www.facebook.com/home.php#!/W7da.Watanya
وقريباً سيكون هناك حملة وطنية لازالة الجدار ، وبعده حملة وطنية للعودة للديار