السبت، 26 يناير 2008

رحيل حكيم الثورة


لا كلام


 فقد رحل حكيم الثورة  


رحل رجل الموقف والكلمة


رحل وهو يسأل عن غزة وأهلها عن فلسطين ووحدتها


 رحل وأوصى بالثبات على المبدأ  بتحرير فلسطين كل فلسطين


رحل من قال بأن يجب أن تكون كل بنادقنا موجهة نحو العدو


رحل في عز الإنقسام الداخلي


رحل من أختلف مع الرئيس ياسر عرفات حد التناقض  ولن يخونه ولن يشتمه ولن يرفع بندقيته في وجهه.


للحكيم مواقف ومن مواقفه أنه قال عندما سأل في ذكري يوم الأرض وكان في وقتها اعلان تأسيس جبهة الرفض التي ضمت 10 فصائل فلسطينية على رأسها الجبهة الشعبية ، سأل ماذا تقول لأبو عمار في مثل هذا اليوم


فقال أقول للشعب الفلسطيني كلمة واحدة يقولها أبو عمار


وقال ثورتنا طويلة الأمد قد تستمر مائة عام أو أكثر فعلى قصير النفس التنحي جانباً 


 


فوداعاً يا حكيم وداعاً يا حكيم ثورتنا


 


تستقبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة  التعازي بالرفيق الدكتور مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومؤسس الحركة القومين العرب في مركز رشاد الشوا الثقافي في مدينة غزة يوم غداً من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة الثانية بعد الظهر ومن الساعة الرابعة مساءاً وحتى الساعة الثامنة

الثلاثاء، 15 يناير 2008

غزة تنزف دماً ، هل يوحدها ؟

تسعة عشر شهيداً حصيلة العدوان الاسرائيلي  على قطاع غزة هذا اليوم ، وهذه ليست المرة الأولى التي نخسر فيها   كوكبة  بهذا العدد من الشهداء في يوم واحد ، فقبل نحو عام وشهرين خسرت مدينة بيت حانون وعائلة العثامنة وحدها  18 شهيداً في ساعة واحدة ، هذا هو واقع غزة النازف منذ زمن دماء وجرحى وشهداء واجتياحات ومقاومة   وجديد علينا  مؤلم ومحزن ومخزي وهو الانقسام الحاد الذي وصل الي القتل والأقتتال  والانقلاب وتحويل مسار المعركة من معركة مع الاحتلال الي معركة بين الاشقاء  ورفاق السلاح .


فهل يا فتح ويا حماس ستوحدكم تلك الدماء التي سالت وبغزارة اليوم   ؟ 


هناك في الأفق ما يشير الي ذلك  الذي أتمناه ويتمناه كل مواطن فلسطيني فالسخط على المجزرة التي  ارتكبتها اسرائيل اليوم وحد الشارع الفلسطيني ووحد قادته السياسين رغم ان هناك شرخ كبير بينهم   ، واليوم  ولأول مرة تجمع حكومتي غزة ورام الله على قرار واحد  وإن كان بدون تنسيق وهو قرار اعلان الحداد العام لمدة ثلاث ايام   , واليوم أيضاً سمعت الرئيس أبو مازن وهو يقول  لكل العالم  بأن شعبنا لن يسكت ابداً عن هذه المجزرة  وهذا  التصريح يحمل في طياته غطاء من الرئيس  على أي عملية للمقاومة الفلسطينية قلما سمعناه من الرئيس أبو مازن الذي يقول صراحة أنه ليس مع عسكرة الانتفاضة  . هذا عوضاً عن تقديم رئيس الحكومة د. سلام فياض تعازيه   لـ د. محمود الزهار القيادي البارز في حماس والذي فقد أحد أبناءه في تلك المجزرة


فهل حقاً ستوحدنا الدماء والأحزان  ؟


أتمنى ذلك

الأحد، 13 يناير 2008

ما أغبى فبركاتنا الاعلامية

من  ما يقارب أسبوعين  لم أطالع  اخبارنا المحلية الغير السارة في العادة بشكل تفصيلي   , وذلك بسبب  ظروف عملي   ولأن تلك الفترة من السنة  تعتبر موسم عمل   يشغلني الإرهاق  عن تلك المطالعة اليومية   التي تجعلني على تواصل  مع الأـحداث التي تقع في الضفة الغربية وقطاع غزة .


عادة ما أستقى  أنا الأخبار من مواقع الانترنت  ، وبالتحديد من موقع وكالة معاً الإخبارية المستقلة , وموقع  وكالة  قدس نت  ، لما يتمتعا  بحيادية ومهنية عالية أحترمها  . 


بالأمس  وبعد أن انهيت كل عملي  في هذا الموسم  في حوالي الساعة العاشرة ونصف مساءاً بتوقيت غزة المحتلة! !!  أسف نسيت غزة المحررة مرتين  !!  طالعت موقع وكالة قدس نت  للانباء وكان فيه خبر عن اعتقال شرطة حماس لشاب فلسطيني بحوزته عبوة ناسفة  في حفل كان يتواجد به هنية دولة  قصدي إمارة  رئيس الوزراء المقال  ، وكان الخبر نقلاً على لسان الغصين الناطق ياسم وزارة الداخلية التابعة لحكومة غزة المقالة  .


بالتأكيد الخبر  بالنسبة لنا في غزة متوسط  الخطورة  ، لأنه ليس بالغريب  أن يتجول شاب بعبوة ناسفة  عندنا أو حتى في صاروخ لطالما هو يخفيه ومع ذلك  الخبر يجب ان يفحص  جيداً  لوجود دولة رئيس الوزاء  المقال فيه , وهذا  ما فعلته  وكالة قدس نت   التي سألت  الغصين  هل الشاب كان ينوي أستهداف اسماعيل هنية   فأجاب الغصين بلا تأكيد   ، وهذا ما كنت أتوقعه حين قرأت العنوان  لأن لو تأكد ذلك  لوجدنا  كل حمساوي صغير كبير  بيفهم ما بيفهم  بيقول بدهم يغتالوا هنية   ، وعلى كل حال الخبر أكدته الحكومة المقالة وما بيدنا الا أن نصدقه  , ونمت مصدقاً  له .


اليوم عدت من عملي مبكراً حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً  وكالعادة  بمجرد وصولي للبيت جلست امام شاشة الكمبيوتر بعد أن قمت بتشغيله طبعاً , وفتحت موقع وكالة معاً  الاخبارية المستقلة  ، فتفاجئت  بخبر وبالخط العريض  مكتوب فيه  ان دولة اوربية أبلغت  حركة حماس بقائمة  الاغتيالات التي تنوي اسرائيل  تنفيذها في الفترة اللاحقة ، وأن من بينهم  هنية  ، مشعل و الزهار   والخبر منقول عن جريدة الحياة اللندنية  .


من قراءتي للخبر  بقيت حوالي دقيقة  أنظر اليه ، وأحك رأسي  محدثاً نفسي بصوت منخفض أي  لا     أي لا  أي  لا ثم قررت أن ازور موقع الحياة اللندنية صاحبة الخبر الأصلي  فتفاجئت أكثر  عندما قرأت أن الخبر نقلاً عن مصادر في حكومة غزة المقالة   وأنها تؤكد بأن دولة أوربية  أبلغتهم بالقائمة   والخبر موجود هنا  وقلت في عقلي ما أغبى فبركاتنا الإعلامية  ، كيف ذلك ، أيعقل  الخبر غريب ويطرح تساؤلات كثيرة منطقية   أولاها 


 هل اسرائيل تبلغ العالم بأسره بقائمة  الاغتيالات التي تنوي تنفيذها  ؟! لكي تقوم تلك الدولة الأوربية التي على الأرحج حصلت على المعلومة بشكل رسمى وليس  عن طريق اجهزة مخابراتها العاملة لعدم سماعنا في أي يوم من الايام عن كشف جاسوس في اسرائيل يعمل لحساب دولة أوربية أو أمريكا  مع أن العكس حدث كثيراً جداً  أي كشف عن جواسيس اسرائليين يتجسسوا في دول أوربية وفي أمريكا  ، وحتى لو افترضنا  أن تلك الدولة الأوربية  حصلت على المعلومات بشكل مخابراتي   فهذا يطرح تساؤل آخر   عن مدى حرص أوربا التي في العلن تعادي حركة حماس وتصنفها ضمن المنظمات الراعية للارهاب  على حركة حماس ذاتها ، وكيف ينسجم هذا التصريح الحمساوي عن تحذير دولة أوربية لحماس  من أن اسرائيل  تنوي  اغتيال قاداتها  مع التصريحات الحمساوية السابقة   والتي من ضمنها مثلاً ان أوربا تفرض حصاراً على حكومة حماس وتعاديها  , وأن  مؤتمر باريس الاقتصادي مثلاً اعلان حرب على حماس    وغيرها  من تلك التصريحات التي  بعضها غير مفهوم  وغير 


هذا بالاضافة لسؤال عن ما هي تلك الدولة التي  تعدت على القانون الأوربي الذي يمنع الاتصال بمنظمات مصنفة على انها ارهابية وفق تصنيفهم  ؟! 


لهذا كله  اعتقد أن الخبر مفبرك   ولكن بطريقة غبية   يحاول أن يجمل صورة دول أوربا  التي بطريقة أو بأخرى هي سبب مأساتنا نحن الفلسطينين.     


      

الأربعاء، 2 يناير 2008

من أرشيف انتفاضة الحجر (3)

استكمالاً لما قمت بنشره من ارشيف انتفاضة الحجر الفلسطينية كما نشرته جريدة القدس الفلسطينية التي تصدر من القدس المحتلة  اقبل 20 عاماً  على صفحتها الأولي  أقدم لكم اليوم فعليات  وأحداث الأسبوع الرابع للانتفاضة.


 


الأحد 27/12/1987


  



الإثنين 28/12/1987



 



الثلاثاء 29/12/1987



الأربعاء 30/12/1987


 




 


 


 الخميس 31/12/1987


 



الجمعة 1/1/1988


 




الثلاثاء، 1 يناير 2008

غزة في ليلة رأس السنة الميلادية .

ما أصعبها من ليلة وما أطولها ايضاً ليلة رأس السنة الميلادية  والتي هي أيضاً  ليلة الإحتفال بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ال43 ،  التي قررت حركة حماس  منع أي احتفال بها  بالقوة  مما دعى حركة فتح لإلغاء  مهرجانها المركزي التي كانت تنوي  اقامته  احياءاً  للذكرى العزيزة على قلوبهم  والتي  تعني لعموم الفلسطينين   اطلاق أول طلق ناري  ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي  ،  ودعت حركة فتح انصارها الي قصر الإحتفال على اطلاق العاب النارية  ورفع الاعلام والريات  والتكبير  .


بدأت الليلة بالنسبة لي  مع بداية حلول الظلام أي بعد اذان المغرب  بحوالي نصف ساعة  ، في تلك الساعة أتى لي أبن عمي   لكي يلعب الشطرنج كالعادة،  فجلسنا ولعبنا  وأنتصر علي  لعدم تركيزي كما قلت له مبرراً الهزيمة الساحقة التي سحق جيشي بها  ، وبعدها خرجنا  الي الشارع  لنرى المفرقعات  والالعاب النارية التي كنا نسمع صوت أنفجارتها  ونحن جالسين  على طاولة الشطرنج.


في الشارع كان الناس يتجمهرون  على مفارق الطرق   لم يكونوا يحتفلوا أو يطلقوا اي ألعاب نارية   هم من المتفرجون والشبان الذين قاموا باطلاقها   لاذوا بالفرار  تحسباً من إعتقالهم  من قبل عناصر شرطة حماس الذين شاهدتهم  من بعيد وكانوا حوالي  5 سيارات جيب بالاضافة الي باص  يبدو أنه أعد خصيصاً  لكي يتسع لأعداد الشبان المنوي اعتقالهم  اذ كانت الاوامر  التي معهم  اعتقال كل شاب  يحتفل بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية   سواء بالألعاب النارية او بالتكبير أو برفع رايات فتح   وحتى  الذي يرتدي الكوفية السمراء  والتي يرتديها أبناء حركة فتح عادة كما كان يفعل الرئيس الراحل أبو عمار  .


قال لي ابن عمي تعال معي عند ورشة صيانة الاجهزة الالكترونية   لكي نعرف ماذا فعل الفني  بجهاز تلفزيوني لقد تعطل منذ يومين  وأخذته  الي الصيانة  , فقلت له حسناً  هيا  ومشينا بالشارع المملوء بالمواطنين الذين يتفرجون بترقب اشتعال الأوضاع  وهم على ما يبدو يعرفون ان شيء ما يحدث  في مكان أخر .


مع أبن عمي جهاز اتصال  لاسلكي يسمى في غزة الورور وهو مشهور جداً  بين الشبان ويستطيع أي شخص شراءه بمبلغ 300 شيكل أي حوالي  75$  ومن خلاله يستطيع الشبان معرفة أخبار البلد  لأنك من خلاله تستطيع سماع شرطة  حكومة حماس وهي تعمم  لأفرادها عبر اجهزة اللاسلكي المهام والعمليات التي  يجب  أن يقوموا بها  والأحداث التي تدور في كافة ارجاء قطاع غزة فتح أبن عمي الجهاز   وخصصه على الموجة التي من خلالها يستطيع سماع  ما تقوله شرطة الحكومة المقالة التابعة لحماس في غزة وبدأت الأخبار منه تتوارد فتفاجئنا بأن أكثر  من مكان في قطاع غزة يشهد اشتباكات عنيفة بين المواطينين  وشرطة حماس وخصوصاً  في  جنوب القطاع في رفح وخان يونس  ، قيل الكثير  في جهاز اللاسلكي عن الأحداث وعن ان هناك قتلى  في صفوف المواطنين وأن  أحد عنصر التنفيذية التابعة للحكومة المقالة  قتل عندما انقلبت  سيارته في بلدة خزاعة وغيرها من الاخبار  التي تتعلق بضرورة ان تقوم مجموعات الشرطة بانزال رايات حركة فتح عن اسطح المنازل بالقوة.


بدأت أفهم  من خلال الورور  سبب تجمهر المواطنين بترقب في المفترقات العامة   وبدأت اترقب مثلهم  ولكني واصلت المشي انا وابن عمي في الطريق الي الورشة ، وكانت الاحداث والاخبار تتوارد  على الورور  وكان حديثي وأبن عمي  يتركز على تلك الأحداث   اذ قلت له مبتسماً  بكره بيطلع ابو زهري يقول ان   عنصر الشرطة التابعة لهم مات برصاص عناصر من حركة فتح   ، هكذا عودتنا حماس في كل مرة   الكذب ثم الكذب في مثل تلك الاحداث  , وما ان قلت هذه الكلمة  توقفت بجوارنا سيارة  فخمة  وحديثة  كانت تسير خلفنا ببطأ يبدو أنهم سمعوا  تعليقي  ، ولهذا توقفوا  ، نظرت الي السيارة فوجدت فيها شخص ملتحي يحمل بندقية رشاشة  وبجواره شخصان آخران   ملتحيين أيضا ًولكني لم ارى سلاحهم   والسائق طبعاً فأدركت انهم من عناصر الشرطة السرية الحمساوية  وواصلت المسير  وقلت لأبن عمي ربما  يقوموا بدهسنا  والفرار الله أعلم  وربما يعتقلونا  لأنهم سمعوا ما قلت ولكن لم يحدث اي شيء حيث  تحركت السيارة مبتعدة عنا بعدما ابتعدنا عنها   وهي واقفة مسافة  حوالي 5 أمتار.


وصلنا الي الورشة  فوجدنها مقفلة ولكننا وجدنا  صاحبها يجلس امام الباب المقفل  وقد قام باشعال النار في كانون  صغير، سأله أبن عمي عن جهاز تلفزيونه فقال له  أنه لم يقم بتصليحه  وانه بعد غد إن شاء الله سيكون  جاهز تمام  فقررنا العودة  .


في طريق العودة  كان الناس على ما يبدو  أكثر تجمهر  من ذي قبل  يبدو أن الاحداث في رفح وخانيونس وجباليا وبيت لاهيا أخذة بالازدياد  ، والناس بدأوا كالمستنفرين  وليسوا كالمتفرجين كما شاهدتهم في طريق الذهاب   ، استوقفنا صبي  يحمل في يده  صحن مملوء بالحلويات الشرقية " بورما  " نسميها نحن لانها مبرومة برم أي ملفوفة لف  ، وقال لنا الصبي اتحلوا  بمناسبة ذكرى الانطلاقة  فأخذنا انا وابن عمي كل واحد منا قطعة  وواصلنا المسير مستديرين في شارع اخر  رأينا في نهايته سيارات شرطة الحكومة المقالة  وتسير في الشارع المتقاطع معه وكان هناك شبان كثر واطفال  ، وفجأة بدأ عناصر الشرطة التابعة لحماس اطلاق النار  بشكل عشوائي  وأخذ الناس يكبرون الله أكبر  ويرشقوهم بالحجارة   ويهربون  في كل الاتجاهات   وعناصر الشرطة يطلقون النار في كل الاتجاهات ايضاً  .


رجعنا أنا وابن عمي للخلف  وبحثنا نبحث عن اي مكان يمكننا أخذه كساتر من الرصاص فلم نجد فقلت لأبن عمي هيا  نعود بسرعة  من الطريق التي أتينا منها   ، فوافق على مضد  لأنه كان يريد مشاهدة كل الاحداث بعينة  .


عدنا في الطريق فتفاجئنا بوجود  عناصر للشرطة  حماس في الشارع الأخر واخذوا ايضاً  يطلقوا النار  فوقعنا بين فكي كماشة  لا نعرف أين نذهب وكنت اخشى من ان يعتقلونا  لأني كنت اظن انهم سيعتقلون كل من يشاهدوه بالشارع ولكنهم لم يفعلوا  بل ذهبوا من المكان كله وواصنا نحن طريق العودة .


عدنا نمشي حيث كنا  نريد قبل أن تأتي عناصر شرطة حماس وتطلق النار   ، وكان الناس عادوا ليتجمهروا بالشارع  ، وصلنا المكان الذي كانت فيه  القوة التي اطلقت النار وكان الناس غاية في الغضب ، كان رجل في الاربعين من عمره يصرخ بأعلى صوته هؤلاء جواسيس قتلة  الي بدو يروح يطخ فهي اليهود عند الخط الشرقي  يقصد حدود قطاع غزة الشرقية  ، كان غاضباً جداً يبدو أن احد أبناءه اصيب برصاصة  وكان الناس من حوله غاضبون أخذوا يصرخوا شيعة قتلة عن عناصر حماس  بصوت عالي جدا ً ويكبرون الله اكبر ، وقفنا بجوارهم حوالي دقيقتين لنعرف ما الذي حدث ، وفجأة هجموا على شاب حمساوي من سكان المنطقة وأنهالوا عليه بالضرب  ، بصعوبة جداً  استطعنا أن نخرجه من بين المواطنين الغاضبين أنا  وأبن عمي وبعض الشبان المحايدين  ، وما أن هربناه رأينا  شبان ملتحيين  يصرخون  ويشتمون فتح هاجمين على المواطنين الغاضبين  وصلوا الي حيث  المواطنين وبدأت معركة بينهم بالايدي وبالعصي وبالجنازير  ، لم يستطع أي منا التدخل لخطورة الموقف فقررت تركهم والعودة الي البيت  وما أن وصلت الي البيت سمعت اطلاق النار من جديد  فأيقنت أن شرطة حماس عادت من جديد  وعرفت بعدها من أخي انهم اعتقلوا نصف شبان المنطقة  المحسوبون على حركة فتح .


في البيت كنت ألهث قليلاً  وقلت لأهل بيتي  أنتو ما بتعرفوا شو بيصير برا برا الدنيا مقلوبة بين حماس وفتح  ، فقالت أمي  6 قتلى   في خان يونس  ، عناصر حماس قاموا بالقاء شاب من الطابق الخامس بحسب ما ذكر تلفزيون فلسطين   .


في قرارة نفسي  كنت اشعر بأن حرب أهلية حقيقة   قد بدأت في غزة وان الناس لم يعد بإمكانهم أن يطيقوا بعضهم البعض  وأن  القتلى الذين سقطوا في خان يونس وفي الشجاعية  هم مقدمة هذه الحرب  ، انا اعرف كم حجم الغضب الجماهيري من تصرفات شرطة حماس  فلا مكان  أتواجد فيه الا يتحدث الناس عن جرائم حماس وشرطتها وانهم  لا قلوب لهم وأنهم مجرمين  لا يفرقون بين طفل وشاب وشيخ وإمرأة ،   وقلت لأمي أذا تكررت هذه الاحداث مرة أخرى فأن حرب اهلية ستحدث ، أنا اتوقع أن يقوموا الفتحاويين بضرب اي حمساوي في منطقتهم كرد فعل على الاعتداء عليهم من قبل شرطة حماس وهكذا سيفعل الحمساويين   سندخل في حرب اهلية حقيقة  إن لم يتفقوا على انهاء هذه الجريمة بحق فلسطين  .


تركت أهلي وذهبت الي جهاز حاسوبي وأخذت اطالع الاخبار من وكالات الأنباء المحلية   فتفاجئت  بأن ما توقعته  عن مقتل العنصر في شرطة حماس قد  حصل فعلاً  اذ اتهم الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية المقالة  عناصر من فتح بقتله  بالرصاص وحمل الرئيس أبو مازن مسؤلية الأحداث  حيث قال أن كل الاحادث وقعت بعد خطابه  الذي دعا فيه لفتح صفحة جديدة مع حماس  ودعها للحوار  ، فضحكت بمرارة   وقلت في عقلي كم هم كذابون المشايخ مدعين الدين  ، لقد قالوا هم بأنفسهم عبر جهاز اللاسلكي بأن عنصر حماس قتل عندما انقلبت سيارة الجيب  ، كما أن  الاحداث وقعت قبل وفي اثناء خطاب أبو مازن وأن المواطنين الذين وقعت معهم الاحداث لم يستمعوا اليه لانهم كانوا بالشارع  . ولأن ابناء فتح أضعف من أن يطلقوا النار  في الوقت الراهن ولو كان بأمكانهم ذلك لاطلقوا النار  على شرطة حماس حين قتلت منهم ثمانية في مهرجان احياء ذكرى رحيل عرفات وكانوا عندها بمئات الآلاف  ثم قررت النوم في حوالي الساعة الثانية عشر ليلاً  وعندها بدأ صوت انفجار القذائف بغزارة  وكأنه الاحتفال في رأس السنة الميلادية بطريقة خاصة  بإلقاء القذائف  , فعدت للكمبيوتر لأعرف ما الجديد وما هي قصة القذائف التي تنفجر بمعدل قذيفة في كل ثانية ، فوجدت أن شرطة حماس تحاصر منازل عائلة دغمش في حي الصبرا غرب غزة , وعائلة حلس في حي الشجاعية  شرق غزة وتطلق عليهم القذائف  وتطلق عليهم النيران من اسلحة رشاشة استمرت لغاية الساعة الرابعة فجراً  من اليوم .